هو أبو مدين شعيب بن الحسين الأنصاري الأندلسي الأصل. كان، رضي الله عنه، جامعًا بين علوم الشريعة والحقيقة، اشتهر بشيخ المشايخ وكان من الأبدال وأولياء عصره المشهورين بالتقوى والزهد والورع والمعرفة بالله. ولد بإشبيليا بالأندلس في سنة 509 هجرية، وتعلم في فاس ببلاد المغرب، واستقر في بجاية، شرق الجزائر، مدة معتبرة من حياته، وانتقل إلى الرفيق الأعلى وهو في سياحة مع عدد وافر من تلاميذه في مدينة العبَّاد بتلمسان، غرب الجزائر.
نشأ على حبّ القرآن الكريم بحيث كان، وهو مشتغل يرعى غنيمات لأهله، يقترب من التالين له ومقرئيه فينصت لهم ويسمع. وازداد حبّه للقرآن العظيم فعزم على حفظه؛ فأدرك أنّه لا يتأتى له ذلك إلا بوجود وسط يلائم أمنيته بحيث لم يوافقه في ذلك أخوه الكبير الذي كان يتولى شأنه بعد وفاة أبيه. فقرر يومًا أن يفر من البيت حتى يحقق أمنيته فأدركه أخوه بالحربة وأعاده إلى البيت. لكن عزم سيدي أبو مدين كان قويًّا ففر مرةً أخرى فتصداه أخوه بالسيف، وأعاد الفرار ثالثةً.
جال شيخ المشايخ، وهو في رحلته لطلب العلم، في المغرب وزار سبتة وطنجة بالشمال، واشتغل مع الصيادين ثم انتقل إلى مراكش بالجنوب وانخرط في سلك الجندية وفيها عرض أمره وغايته على من رآه نصوحًا فقال له عليك بفاس يقول متحدثًا عن نفس:" سرت إليها ولازمت جامعها ورغبت في من علمني أحكام الوضوء والصلاة ثم سألت عن مجالس العلماء فسرت إليها مجلسًا بعد مجلس". وفي هذه المجالس أخذ عن شيوخ ولازمهم ومال عن آخرين وممن لازم وآخذ عنهم، الشيخ أبو يعزى بلنور، توفي سنة 572هجرية، والشيخ أبو الحسن علي بن حرزهم، توفي سنة 559 هجرية. قرأ على الشيخ أبي الحسن "الرعاية للمحاسبي". ومن الشيوخ كذلك الذين أخذ عنهم، الشيخ أبو الحسن بن غالب، فقيه فاس؛ أخذ عنه كتاب السنن للترمذي، والشيخ أبو عبد الله الدقاق وأخذ عنه التصوف.
زيارة بيت الله الحرام
استأذن الشيخ أبو مدين-رضي الله عنه- شيخه أبا يعزى في الذهاب إلى الحج فأذن له. هكذا توجه الشيخ إلى الشرق وأنوار الولاية عليه ظاهرة فأخذ عن العلماء والتقى بالزهاد والأولياء، وكان من أشهر ما حدث له في هذه الزيارة المباركة، لقاؤه بالشيخ سيدي عبد القادر الجيلاني-رضي الله عنه. فقرأ عليه في الحرم الشريف بركةً من الأحاديث وألبسه خرقة الصوفية وأودعه من أسراره وأنواره. بعد زيارته المباركة للمشرق، رجع إلى إفريقيا واستوطن في شرق الجزائر في مدينة بجاية. هنالك ظهر فضل الشيخ وكثر أتباعه وشاع اسمه وشرع-رضي الله عنه- في نشر طريقته بين الناس وكان يقول: "طريقتنا هذه أخذناها عن أبي يعزى بسنده عن الجنيد عن سرى السقطي عن حبيب العجمي عن الحسن البصري عن علي-رضي الله عنهم-عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبرائيل عليه السلام، عن ربّ العالمين جل جلاله
نشأ على حبّ القرآن الكريم بحيث كان، وهو مشتغل يرعى غنيمات لأهله، يقترب من التالين له ومقرئيه فينصت لهم ويسمع. وازداد حبّه للقرآن العظيم فعزم على حفظه؛ فأدرك أنّه لا يتأتى له ذلك إلا بوجود وسط يلائم أمنيته بحيث لم يوافقه في ذلك أخوه الكبير الذي كان يتولى شأنه بعد وفاة أبيه. فقرر يومًا أن يفر من البيت حتى يحقق أمنيته فأدركه أخوه بالحربة وأعاده إلى البيت. لكن عزم سيدي أبو مدين كان قويًّا ففر مرةً أخرى فتصداه أخوه بالسيف، وأعاد الفرار ثالثةً.
جال شيخ المشايخ، وهو في رحلته لطلب العلم، في المغرب وزار سبتة وطنجة بالشمال، واشتغل مع الصيادين ثم انتقل إلى مراكش بالجنوب وانخرط في سلك الجندية وفيها عرض أمره وغايته على من رآه نصوحًا فقال له عليك بفاس يقول متحدثًا عن نفس:" سرت إليها ولازمت جامعها ورغبت في من علمني أحكام الوضوء والصلاة ثم سألت عن مجالس العلماء فسرت إليها مجلسًا بعد مجلس". وفي هذه المجالس أخذ عن شيوخ ولازمهم ومال عن آخرين وممن لازم وآخذ عنهم، الشيخ أبو يعزى بلنور، توفي سنة 572هجرية، والشيخ أبو الحسن علي بن حرزهم، توفي سنة 559 هجرية. قرأ على الشيخ أبي الحسن "الرعاية للمحاسبي". ومن الشيوخ كذلك الذين أخذ عنهم، الشيخ أبو الحسن بن غالب، فقيه فاس؛ أخذ عنه كتاب السنن للترمذي، والشيخ أبو عبد الله الدقاق وأخذ عنه التصوف.
زيارة بيت الله الحرام
استأذن الشيخ أبو مدين-رضي الله عنه- شيخه أبا يعزى في الذهاب إلى الحج فأذن له. هكذا توجه الشيخ إلى الشرق وأنوار الولاية عليه ظاهرة فأخذ عن العلماء والتقى بالزهاد والأولياء، وكان من أشهر ما حدث له في هذه الزيارة المباركة، لقاؤه بالشيخ سيدي عبد القادر الجيلاني-رضي الله عنه. فقرأ عليه في الحرم الشريف بركةً من الأحاديث وألبسه خرقة الصوفية وأودعه من أسراره وأنواره. بعد زيارته المباركة للمشرق، رجع إلى إفريقيا واستوطن في شرق الجزائر في مدينة بجاية. هنالك ظهر فضل الشيخ وكثر أتباعه وشاع اسمه وشرع-رضي الله عنه- في نشر طريقته بين الناس وكان يقول: "طريقتنا هذه أخذناها عن أبي يعزى بسنده عن الجنيد عن سرى السقطي عن حبيب العجمي عن الحسن البصري عن علي-رضي الله عنهم-عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبرائيل عليه السلام، عن ربّ العالمين جل جلاله
رضي الله عنه
ردحذف