من أذكار الطريقة الشيخية هذه القصيدة المباركة :" الياقوتة، وتسمى كذلك بسلسلة المشائخ الذهبية". من نظم مؤسس الطريقة الشيخية، البوشيخية " إمام الصوفية الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد المكنى "بسيدي الشيخ" رحمه الله و نفعنا ببركاته آمين .
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله = لا إله إلا الله، محمد رسول الله
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله = لا إله إلا الله، محمد رسول الله
بدأت بحمد الله قصدا لنجح ما =أروم من إستفتاح نظم القصيدة
وأهدي صلاة ثم أزكى تحية = على المجتبى الهادي شفيع البرية
صلاة وتسليما كثيرا مجددا = إحاطة علم الله في كل لحظة
وبعد ففضل الله يوتيه من يشاء= بمحض تفضل ومن ورحمة
ومهما اجتبى عبدا سعيدا لقربه=تخيره وذاك ليس لعلة
ويمنع من يشاء جل بعدله= ويحرم فيض الفضل من غير قلة
ولما رأيت القوم جدوا في سيرهم= إلى المقصد الأسنى بصدق العزيمة
جرت للتأسي نفسي ثم تعلقت= بأذيال أرباب النفوس الأبية
وحامت على حماهم ثم أخيمت= بقربهم فزاحمتهم لشركة
ولما تفاوضنا المشورة بيننا= برمنا عقودا بالعهود الوثيقة
تبايعنا بيع البت ليس كبيع من = يرى البخس ثم ينثني بالإقالة
فصرنا وصاروا حلف صدق وودنا= وداد النهى ذوي الصدور السليمة
وبعد تعاطينا الموائد نبتغي= فنون العلوم يا لها من عطية
فلما أديرت الأباريق بيننا = من الشوق تتلوها كؤوس المحبة
ونحن نشاوى نلتقي شرب خمرها= بكلتا اليدين في الأواني المعدة
وحين انتهى بنا الشراب على الذي= قضاه لنا الرحمان وفق المشيئة
سكرنا وهمنا بالشراب فبينما=أنا بين حال غيبة وإفاقة
دعيت هلم فاستمعت نداءه= فلبيته إذن بحسن الإجابة
وأدناني منه إذ فهمت مراده= وغاب مرادي كله في الإرادة
وأشهدني عوالم الخلق كلها= وخيرني فإخترته دون مرية
فلما رأى رضائي ليس بدونه= كساني رداء قربه والخلافة
فنيت فلم يغن الفنا عن بقائنا= وليس البقاء حاجبا عن فناية
ولا الفرق أيضا حاجب لاجتماعنا=ولا الجمع لي عن ذاك جاء بعكسة
فغبت عن الأكوان طرا بأسرها= وشاهدت ربنا بعين البصيرة
ومنذ عرفت الحق غبت عن السوى= ولم تطب النفوس إلا برؤية
ومهما نظرت كائنا ما بعيدما= عرفته لم أعره مني بلمحة
رقيت فما الذي يفوق مقامنا= سوى السلف الأخيار أهل الولاية
كذا صحب خير الخلق فازوا برتبة= تقاعس عنها الغير من دون مرية
وعاينت ما لو عاين الغير جزأه= لذاب وطاش ماله من قريحة
وحملت نفسي ما لو معشارها على= عنان الجبال الراسيات لدكت
ولولا فشؤ السر كفر بعينه= لبحت به ولكن أولى التصمت
ولكنني أغضي حياء واقتفي= سبيل ذوي النهى في صون السريرة
سلكت طريقا لم يطأها خلافنا= ولم يسلكنها غيرنا من خليقة
سوى سلف لنا قفونا آثارهم= وهم قدوتي من الشيوخ الأجلة
ولو شئت قول كن لكان الذي أنا= أقول ويجري الأمر وفق الإرادة
ولكن جلباب الحياء وتأدبي= مع الله يحجبان تلك المقالة
وردت بحور الحب فازداد صحوها= وغبت فزاد الغيب صفوا لحضرة
فلما عرفت وصفي وامتاز وصفه= وأجلسني بباب صدق العبودة
بذلت له نفسي بجد وقال لي= رويدك خذ مقام عز ورفعة
ففاض علي جوده متوافرا= ومن وولاني لواء الولاية
وما من مقام شئت فيه إقامة= إلا وهواتف النداء بالحقيقة
تنادي هلم فاخلع النعل وادخلن= لك الحكم أو بك المكارم حفت
حويت بكم وكم مراتب حزتها= ولا أنست بغيره دون همة
فكم آية رأيتها في إرتقائنا= ولم تغنني عن دونه كل آية
حفظت علوما لم تسعها سماؤها= ولم يبلغ إنتهاهى أهل الإشارة
فعمت وخصت في الأنام منارها= وفي حضرة الكمال هي مستمرة
سرى سريانا سرنا في السرائر= ولم يدركن بالأفهام المعدة
فليس سوانا بعدنا بمعبر= عن الحضرة العليا بأحلى عبارة
بعزته أقسمت ثم جلاله= لما طاب وقت القوم إلا ببيعة
وأي وصول كان من غير بابنا= وأي دخول منه دون إشارة
ومن يستغث بنا اضطرارا لغوثنا= يغاث ولو بقعر بحر وظلمة
ومستنشد بإسمي لكشف ملمة= سأدركه ولو ببعد المسافة
فيا أهل عصرنا أجيبوا دعاءنا= فإنني أدعو للهدى عن بصيرة
أحذركم بما النبي قد أتى به = وأخبركم بما أتى من بشارة
ولست بمدعي الرسالة غيرما= تحصل لي من إثر علم وحكمة
فيا عجبا لعاطش بإزائه = بحور وماؤها شراب المودة
فدونك فاشرب وارتو من بحورنا= ففيها شفاء من الأهواء المضلة
وأي طبيب للقلوب من العمى= أطب من الذكر القوي الإشارة
وأي معد للذنوب ومحوها= أشد من إسم ذي الصفات الجليلة
وما الحج والجهاد من غير فرضنا= بأفضل من ذكر الأسماء العظيمة
بل الذكر أقوى ثم أولى لا سيما= إذا إستشعر القلب النعوت الحميدة
بذا صدع المختار أعني نبينا= وصح بنقل في الآثار الصحيحة
وأي سلوك كامل دون صحبة= وأي إهتداء شامل دون منحة
وأي طريق راشد غير رشدنا= وأي إهتمام الوقت من غير همة
فصدق فإن الصدق أرفع رتبة= لمن يبتغي الوصول فإحفظ مقالة
لقد شهد المولى بأني نصيحكم= وأني على نصح جدير بخبرة
فوا أسفا لتارك حبل عهدنا= عمي وصم وإرتد بالقطيعة
ويا خيبة المشغول عنا بلهوة= وأضحى بعيدنا سريع الندامة
ويا حسرة الذين ناؤوا ببعدنا= إلى أن تجرعوا كؤوس المنية
سيسقطوا في أيدي الخوالف بعدنا= لما فرطوا في أخذهم للطريقة
وما أقبح التسويف عن قرب بابنا= وما أحسن التشمير قبل الإفاتة
فأنى لبطال يظل مثبطا= حليف الكرى غرا بطيء الإفاقة
ينال مقام القوم أو يدرك المنى= ويفهم عنهم وهو صاحب سكرة
أم كيف رضاء الله يدركه الذي= يساخط ربه ويرضي الخليقة
أم كيف لمغتاب الورى ذي نميمة= يموت شهيدا أو على خير ملة
أم كيف لمسرف الطعام وشربه= يذوق مذاقا أو يفوز بشمة
كذا من عرف بالفسوق ونحوها= يجازى بفعله القبيح ولعنة
فلم يمتثل أمرا ولم يجتنب نهيا= ولم يذكر المولى خبيث السريرة
حريص على دنياه لاه مكثر= مناع للخير معتد ذو عتلة
فكيف يكون للعلوم مناسبا= أخو الكسل والتفريط في خير خلة
اذا ما امتطى القوم الدجى للتهجد= وحازوا مقام قربه بالمزية
بمقعد صدق فازوا والرتب العلى= وأسمى فراديس الجنان الرفيعة
فأعلى مقام العارفين بربهم= رضوان الإله ثم زائد نظرة
وذلك كله بفضل إلهنا = ينال بمن لا بكد أو حيلة
وأما أسير ذنبه يوم حشره= فهالك إن لم ينجينه برحمة
دعوت إلى باب الكريم عباده= دعاء مأذون لم يزل عن بصيرة
وقد جاء ولتكن بمحكم ذكره= إلى:" المفلحون." أين أهل الإجابة
فكن مقتد بنا وثق بكلامنا= وجد في سيرنا تفز بالمودة
فإنني عبد القادر بن محمد= سليل أبي الربيع نجل السماحة
ولا فخر غير أني عبد لقادر= وأحمد تاج الرسل أقوى وسيلة
فبالإتباع نلنا مرتبة والعلى= فبالله ما حدنا عن شرع وسنة
ومنذ عقلنا سدد الله سعينا= ومازلنا مقتفين نهج الشريعة
ولا تسمعن قول عاد معاند= حسود لفضل الله بادي التعنت
ومن ينسبن إلينا غير مقولنا= يصبه بحول الله أكبر علة
وموت على خلاف دين محمد= ويبتليه المولى بفقر وقلة
وبطش وشدة إنتقام وذلة= ويردعه ردعا سريع الإجابة
بلعن الإله باء من رام نسبنا= عنادا إلى فعل نكير وبدعة
كذاك الذي يرمي كريم جنابنا= وينسب قدرنا لأقبح سيرة
فكيف وبإسم الحق نهج طريقنا= يعود إلى ضلال أهل الدناءة
بدايتها للغافلين بتوبة= وأشراطها محصورة بالتثبت
ونصح لدين الله ثم رسوله= وخاصته والمومنين بجملة
وتطييب لقمة وتعظيم حرمة= وشكر لنعمة ورفع لهمة
قواعدها شوق وعين يقينها= محبة جد السير دأبا لحضرة
وكف الأذى وحمله وتصبر= ولا تهمل الرضى بأدنى المصيبة
وزهد وتسليم وعفو وعفة= وتفويض أمر والشهود لمنة
وجد قوي واجتهاد موافق= وصوم وسهر ثم صمت وعزلة
وحزن ودمع ساكب ثم لوعة= وشغف قلوب الوالهين بزفرة
نهايتها شم وذوق شرابها= به ري خمر ثم سكر بغيبة
وأمطارها فكر وذكر وعبرة= ومحو ذواتهم للذات العظيمة
ومن بعد غيم جاء صحو سماءها= بإشراق شمس بالمعارف حفت
فجذب له عزم انتهى دون حاجب= إلى حضرة القدوس زج بسرعة
وحال لها حوى الأصول بأسرها= طريقة أسلاف بيضاء نقية
فهذي فصولها وشرط كمالها= منوط بعلم ثم حلم وحكمة
لها الجمع جمع الجمع جمع إتحادها= أصول لها شهود في كل لمحة
فأولها ولي ثم نقيبها = نجيب كذا الأبدال فاقوا برتبة
عمادهم الأخيار أوتادهم حبوا= بخاصية المولى هم أهل الخصاصة
وغوث إستغاث ثم جرس علومها= وقطب له أعلى مقام الولاية
فشيخ الشيوخ ذاك شيخ زماننا= إليه إنتهت فنون هذي الطريقة
فمن شيخنا عن شيخه عن شيوخه= تسلسلت الأشياخ أهل الولاية
كذا نسبة الأبرار مع صفوة الملا= لها شرف ينمى لعز ورفعة
فمن قدوة علا إلى نخبة سما= ومن صفوة رقى لأسمى الخلاصة
وتلكم من بحر النبوءة أنشئت= ومنه إستمدت الفحول الدراية
عليك بهم في كل شأن تشاؤه= توسل بهم تنل سريع الإجابة
فخذهم بنظم واحدا بعد واحد= عليهم من الإله أزكى تحية
فأولهم في الذكر شمس وجودنا= وقطب النهى علومنا اللدنية
إليه انتهت رئاسة القوم فارتقى= على صهوات المجد من غير مرية
أبو عبيد الإله يسمى محمدا= إلى عبيد الرحمان يعزى في نسبة
عليه سلام الله ما ذر شارق= وما حن طير باللغات الحنينة
فعنه أخذنا أعني عن قمر الدجى= ورثنا طريق القوم دون إسترابة
فبالراشدي إقتدى عن الزروق إهتدى= عن الحضرمي ثم شيخ القرافة
عن ابن عطاء الله بحر علومنا= عن المرتضى المرسي أحمد حلة
معارف منه للورى ومواهب= فحاز بها مجد العلا والجلالة
إلى الشاذلي السامي أبي الحسن الذي= بحوز الكمال أضحى بحر الحقيقة
عن ابن مشيش قطب دائرة العلى= عبيد السلام ذي العلوم الرفيعة
عن المدني المرضي غوث زمانه= أبي يزيد النحرير تاج الأحبة
عن الشيخ شيخه مريد شعيبهم= أبي أحمد السني بدر السعادة
عن السيد الذي أقر بفضله= أئمة من مضى من أهل الولاية
ومع ذاك أن الله أشهر ذكره= كشهرة هذي الشمس من كل بلدة
أخي لذ به وأصغ سمعا لإسمه= أبي مدين إمام هذي الطريقة
لقد أخد الأسرار عن قطب غربنا= الإمام أبي يعزى نور البصيرة
عن السيد الأسنى الهمام الذي سما= أبي الحسن إبن حرزهم ذي الإغاثة
عن الشيخ فخر الدين ناهيك فخره= أبي بكرهم يحي سراج الأئمة
عن الشيخ شيخ الكل سر هداتهم= إمام كفيض البحر علما وحكمة
به يستغيث الكل شرقا ومغربا= أبي حامد الغزالي عين العناية
عن السيد أبي المعالي لأنه= إمام ينتهي إليه في الفراسة
عن الشيخ شمس الدين ذي النصح للورى= أبي طالب المكي نور الولاية
عن السيد المرضي في كل سيرة= الإمام الجريري ذي النهى والنهاية
عن الشيخ تاج العارفين رئيسهم= أبي القاسم الجنيد روح المجادة
عن الشيخ سري السقطي نجل مغلس= عن المعروف الكرخي نجم الدلالة
إلى داوود الطائي الذي فاض علمه= عن العجمي حبيبهم ذي الإنابة
إلى الحسن البصري الذي فاق نوره= نجوم الدجى ونور كل منيرة
إلى سيف ربنا المهند للعدا= وباب مدينة العلوم الجليلة
أبي الحسن علي صهر نبينا= عليه رضاء الله في كل لمحة
إلى تاج من وافى القيامة جملة= ونوره عين الكون من غير مرية
محمد الهادي إلى الناس رحمة= ومعدن أسرار وعنصر نعمة
عليه صلاة الله ثم سلامه= بدال دوام الملك في كل لحظة
فعن جبريل الأمين عن إسرافيل قد= تلقاها من اللوح محفوظ الأمانة
عن القلم المأمور بالخط الذي= قد كان وما يكون من كل ذرة
وكل بأمر ربنا وقضائه= فسلم وصدق وأحكمن بصحة
وإياك والتعنيت والحسد الذي= ينافي الكمال عن صميم العقيدة
فإن مواهب الكريم تعاظمت= لدينا من غير حول منا و قوة
وإن قلت ما الذي أنالك فضله= ففضل الإله لا ينال بحيلة
على أني للتقصير والعجز حيثما= حللت ملازما وفي كل حالة
ولست بذي نحو ولا عروض لما= يرومه من قريضنا ذو الدراية
فعذرا لمن رام إنتقاد ظاهرنا= فلم نعد عن أوصافنا البشرية
ومن رأى من عيوبنا فليداركها= بحلم وليصلحنها بعد التثبت
ولولا الكريم جاد منا بفضله= لما فاه منا ذي العلوم بقولة
ولكن ستر من مساوئنا جملة= وأظهر ما به النفوس إطمأنت
له الحمد أولا وآخرا بمثل ما= له الشكر على ما أسدى من فضيلة
قد إنتهى بنا القول نظما في كل ما= نحاول من تحصيل جمع القصيدة
وسميتها الياقوت رفعا لقدر ما= تسلسل فيها من أشياخ عديدة
معرفة لشأنهم وطريقهم= وأسمائهم ذوي الأحوال الشريفة
عليهم رضاء رب العرش بملء ما= أحاط به علما وأزكى تحية
وأهدي الصلاة والسلام مسرمدا= على كل رسل الله أهل النبوءة
وأضعافها على النبي محمد= إمام الرسل المجتبى بالوسيلة
هو النبي المبعوث للخلق كلهم= وحامل لواء كامل الشفاعة
وآله والأصحاب ثم جميع من= قفا نهجه القويم في كل وجهة
صلاة تملأ الملك عدد وزنه = كذاك ما فوق الفوق وأسفل ظلمة
.لا إله إلا الله، لا إله إلا الله = لا إله إلا الله، محمد رسول الله
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله = لا إله إلا الله،
شفيعنا رسول اللهثم الدعاء
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله = لا إله إلا الله، محمد رسول الله
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله = لا إله إلا الله، محمد رسول الله
بدأت بحمد الله قصدا لنجح ما =أروم من إستفتاح نظم القصيدة
وأهدي صلاة ثم أزكى تحية = على المجتبى الهادي شفيع البرية
صلاة وتسليما كثيرا مجددا = إحاطة علم الله في كل لحظة
وبعد ففضل الله يوتيه من يشاء= بمحض تفضل ومن ورحمة
ومهما اجتبى عبدا سعيدا لقربه=تخيره وذاك ليس لعلة
ويمنع من يشاء جل بعدله= ويحرم فيض الفضل من غير قلة
ولما رأيت القوم جدوا في سيرهم= إلى المقصد الأسنى بصدق العزيمة
جرت للتأسي نفسي ثم تعلقت= بأذيال أرباب النفوس الأبية
وحامت على حماهم ثم أخيمت= بقربهم فزاحمتهم لشركة
ولما تفاوضنا المشورة بيننا= برمنا عقودا بالعهود الوثيقة
تبايعنا بيع البت ليس كبيع من = يرى البخس ثم ينثني بالإقالة
فصرنا وصاروا حلف صدق وودنا= وداد النهى ذوي الصدور السليمة
وبعد تعاطينا الموائد نبتغي= فنون العلوم يا لها من عطية
فلما أديرت الأباريق بيننا = من الشوق تتلوها كؤوس المحبة
ونحن نشاوى نلتقي شرب خمرها= بكلتا اليدين في الأواني المعدة
وحين انتهى بنا الشراب على الذي= قضاه لنا الرحمان وفق المشيئة
سكرنا وهمنا بالشراب فبينما=أنا بين حال غيبة وإفاقة
دعيت هلم فاستمعت نداءه= فلبيته إذن بحسن الإجابة
وأدناني منه إذ فهمت مراده= وغاب مرادي كله في الإرادة
وأشهدني عوالم الخلق كلها= وخيرني فإخترته دون مرية
فلما رأى رضائي ليس بدونه= كساني رداء قربه والخلافة
فنيت فلم يغن الفنا عن بقائنا= وليس البقاء حاجبا عن فناية
ولا الفرق أيضا حاجب لاجتماعنا=ولا الجمع لي عن ذاك جاء بعكسة
فغبت عن الأكوان طرا بأسرها= وشاهدت ربنا بعين البصيرة
ومنذ عرفت الحق غبت عن السوى= ولم تطب النفوس إلا برؤية
ومهما نظرت كائنا ما بعيدما= عرفته لم أعره مني بلمحة
رقيت فما الذي يفوق مقامنا= سوى السلف الأخيار أهل الولاية
كذا صحب خير الخلق فازوا برتبة= تقاعس عنها الغير من دون مرية
وعاينت ما لو عاين الغير جزأه= لذاب وطاش ماله من قريحة
وحملت نفسي ما لو معشارها على= عنان الجبال الراسيات لدكت
ولولا فشؤ السر كفر بعينه= لبحت به ولكن أولى التصمت
ولكنني أغضي حياء واقتفي= سبيل ذوي النهى في صون السريرة
سلكت طريقا لم يطأها خلافنا= ولم يسلكنها غيرنا من خليقة
سوى سلف لنا قفونا آثارهم= وهم قدوتي من الشيوخ الأجلة
ولو شئت قول كن لكان الذي أنا= أقول ويجري الأمر وفق الإرادة
ولكن جلباب الحياء وتأدبي= مع الله يحجبان تلك المقالة
وردت بحور الحب فازداد صحوها= وغبت فزاد الغيب صفوا لحضرة
فلما عرفت وصفي وامتاز وصفه= وأجلسني بباب صدق العبودة
بذلت له نفسي بجد وقال لي= رويدك خذ مقام عز ورفعة
ففاض علي جوده متوافرا= ومن وولاني لواء الولاية
وما من مقام شئت فيه إقامة= إلا وهواتف النداء بالحقيقة
تنادي هلم فاخلع النعل وادخلن= لك الحكم أو بك المكارم حفت
حويت بكم وكم مراتب حزتها= ولا أنست بغيره دون همة
فكم آية رأيتها في إرتقائنا= ولم تغنني عن دونه كل آية
حفظت علوما لم تسعها سماؤها= ولم يبلغ إنتهاهى أهل الإشارة
فعمت وخصت في الأنام منارها= وفي حضرة الكمال هي مستمرة
سرى سريانا سرنا في السرائر= ولم يدركن بالأفهام المعدة
فليس سوانا بعدنا بمعبر= عن الحضرة العليا بأحلى عبارة
بعزته أقسمت ثم جلاله= لما طاب وقت القوم إلا ببيعة
وأي وصول كان من غير بابنا= وأي دخول منه دون إشارة
ومن يستغث بنا اضطرارا لغوثنا= يغاث ولو بقعر بحر وظلمة
ومستنشد بإسمي لكشف ملمة= سأدركه ولو ببعد المسافة
فيا أهل عصرنا أجيبوا دعاءنا= فإنني أدعو للهدى عن بصيرة
أحذركم بما النبي قد أتى به = وأخبركم بما أتى من بشارة
ولست بمدعي الرسالة غيرما= تحصل لي من إثر علم وحكمة
فيا عجبا لعاطش بإزائه = بحور وماؤها شراب المودة
فدونك فاشرب وارتو من بحورنا= ففيها شفاء من الأهواء المضلة
وأي طبيب للقلوب من العمى= أطب من الذكر القوي الإشارة
وأي معد للذنوب ومحوها= أشد من إسم ذي الصفات الجليلة
وما الحج والجهاد من غير فرضنا= بأفضل من ذكر الأسماء العظيمة
بل الذكر أقوى ثم أولى لا سيما= إذا إستشعر القلب النعوت الحميدة
بذا صدع المختار أعني نبينا= وصح بنقل في الآثار الصحيحة
وأي سلوك كامل دون صحبة= وأي إهتداء شامل دون منحة
وأي طريق راشد غير رشدنا= وأي إهتمام الوقت من غير همة
فصدق فإن الصدق أرفع رتبة= لمن يبتغي الوصول فإحفظ مقالة
لقد شهد المولى بأني نصيحكم= وأني على نصح جدير بخبرة
فوا أسفا لتارك حبل عهدنا= عمي وصم وإرتد بالقطيعة
ويا خيبة المشغول عنا بلهوة= وأضحى بعيدنا سريع الندامة
ويا حسرة الذين ناؤوا ببعدنا= إلى أن تجرعوا كؤوس المنية
سيسقطوا في أيدي الخوالف بعدنا= لما فرطوا في أخذهم للطريقة
وما أقبح التسويف عن قرب بابنا= وما أحسن التشمير قبل الإفاتة
فأنى لبطال يظل مثبطا= حليف الكرى غرا بطيء الإفاقة
ينال مقام القوم أو يدرك المنى= ويفهم عنهم وهو صاحب سكرة
أم كيف رضاء الله يدركه الذي= يساخط ربه ويرضي الخليقة
أم كيف لمغتاب الورى ذي نميمة= يموت شهيدا أو على خير ملة
أم كيف لمسرف الطعام وشربه= يذوق مذاقا أو يفوز بشمة
كذا من عرف بالفسوق ونحوها= يجازى بفعله القبيح ولعنة
فلم يمتثل أمرا ولم يجتنب نهيا= ولم يذكر المولى خبيث السريرة
حريص على دنياه لاه مكثر= مناع للخير معتد ذو عتلة
فكيف يكون للعلوم مناسبا= أخو الكسل والتفريط في خير خلة
اذا ما امتطى القوم الدجى للتهجد= وحازوا مقام قربه بالمزية
بمقعد صدق فازوا والرتب العلى= وأسمى فراديس الجنان الرفيعة
فأعلى مقام العارفين بربهم= رضوان الإله ثم زائد نظرة
وذلك كله بفضل إلهنا = ينال بمن لا بكد أو حيلة
وأما أسير ذنبه يوم حشره= فهالك إن لم ينجينه برحمة
دعوت إلى باب الكريم عباده= دعاء مأذون لم يزل عن بصيرة
وقد جاء ولتكن بمحكم ذكره= إلى:" المفلحون." أين أهل الإجابة
فكن مقتد بنا وثق بكلامنا= وجد في سيرنا تفز بالمودة
فإنني عبد القادر بن محمد= سليل أبي الربيع نجل السماحة
ولا فخر غير أني عبد لقادر= وأحمد تاج الرسل أقوى وسيلة
فبالإتباع نلنا مرتبة والعلى= فبالله ما حدنا عن شرع وسنة
ومنذ عقلنا سدد الله سعينا= ومازلنا مقتفين نهج الشريعة
ولا تسمعن قول عاد معاند= حسود لفضل الله بادي التعنت
ومن ينسبن إلينا غير مقولنا= يصبه بحول الله أكبر علة
وموت على خلاف دين محمد= ويبتليه المولى بفقر وقلة
وبطش وشدة إنتقام وذلة= ويردعه ردعا سريع الإجابة
بلعن الإله باء من رام نسبنا= عنادا إلى فعل نكير وبدعة
كذاك الذي يرمي كريم جنابنا= وينسب قدرنا لأقبح سيرة
فكيف وبإسم الحق نهج طريقنا= يعود إلى ضلال أهل الدناءة
بدايتها للغافلين بتوبة= وأشراطها محصورة بالتثبت
ونصح لدين الله ثم رسوله= وخاصته والمومنين بجملة
وتطييب لقمة وتعظيم حرمة= وشكر لنعمة ورفع لهمة
قواعدها شوق وعين يقينها= محبة جد السير دأبا لحضرة
وكف الأذى وحمله وتصبر= ولا تهمل الرضى بأدنى المصيبة
وزهد وتسليم وعفو وعفة= وتفويض أمر والشهود لمنة
وجد قوي واجتهاد موافق= وصوم وسهر ثم صمت وعزلة
وحزن ودمع ساكب ثم لوعة= وشغف قلوب الوالهين بزفرة
نهايتها شم وذوق شرابها= به ري خمر ثم سكر بغيبة
وأمطارها فكر وذكر وعبرة= ومحو ذواتهم للذات العظيمة
ومن بعد غيم جاء صحو سماءها= بإشراق شمس بالمعارف حفت
فجذب له عزم انتهى دون حاجب= إلى حضرة القدوس زج بسرعة
وحال لها حوى الأصول بأسرها= طريقة أسلاف بيضاء نقية
فهذي فصولها وشرط كمالها= منوط بعلم ثم حلم وحكمة
لها الجمع جمع الجمع جمع إتحادها= أصول لها شهود في كل لمحة
فأولها ولي ثم نقيبها = نجيب كذا الأبدال فاقوا برتبة
عمادهم الأخيار أوتادهم حبوا= بخاصية المولى هم أهل الخصاصة
وغوث إستغاث ثم جرس علومها= وقطب له أعلى مقام الولاية
فشيخ الشيوخ ذاك شيخ زماننا= إليه إنتهت فنون هذي الطريقة
فمن شيخنا عن شيخه عن شيوخه= تسلسلت الأشياخ أهل الولاية
كذا نسبة الأبرار مع صفوة الملا= لها شرف ينمى لعز ورفعة
فمن قدوة علا إلى نخبة سما= ومن صفوة رقى لأسمى الخلاصة
وتلكم من بحر النبوءة أنشئت= ومنه إستمدت الفحول الدراية
عليك بهم في كل شأن تشاؤه= توسل بهم تنل سريع الإجابة
فخذهم بنظم واحدا بعد واحد= عليهم من الإله أزكى تحية
فأولهم في الذكر شمس وجودنا= وقطب النهى علومنا اللدنية
إليه انتهت رئاسة القوم فارتقى= على صهوات المجد من غير مرية
أبو عبيد الإله يسمى محمدا= إلى عبيد الرحمان يعزى في نسبة
عليه سلام الله ما ذر شارق= وما حن طير باللغات الحنينة
فعنه أخذنا أعني عن قمر الدجى= ورثنا طريق القوم دون إسترابة
فبالراشدي إقتدى عن الزروق إهتدى= عن الحضرمي ثم شيخ القرافة
عن ابن عطاء الله بحر علومنا= عن المرتضى المرسي أحمد حلة
معارف منه للورى ومواهب= فحاز بها مجد العلا والجلالة
إلى الشاذلي السامي أبي الحسن الذي= بحوز الكمال أضحى بحر الحقيقة
عن ابن مشيش قطب دائرة العلى= عبيد السلام ذي العلوم الرفيعة
عن المدني المرضي غوث زمانه= أبي يزيد النحرير تاج الأحبة
عن الشيخ شيخه مريد شعيبهم= أبي أحمد السني بدر السعادة
عن السيد الذي أقر بفضله= أئمة من مضى من أهل الولاية
ومع ذاك أن الله أشهر ذكره= كشهرة هذي الشمس من كل بلدة
أخي لذ به وأصغ سمعا لإسمه= أبي مدين إمام هذي الطريقة
لقد أخد الأسرار عن قطب غربنا= الإمام أبي يعزى نور البصيرة
عن السيد الأسنى الهمام الذي سما= أبي الحسن إبن حرزهم ذي الإغاثة
عن الشيخ فخر الدين ناهيك فخره= أبي بكرهم يحي سراج الأئمة
عن الشيخ شيخ الكل سر هداتهم= إمام كفيض البحر علما وحكمة
به يستغيث الكل شرقا ومغربا= أبي حامد الغزالي عين العناية
عن السيد أبي المعالي لأنه= إمام ينتهي إليه في الفراسة
عن الشيخ شمس الدين ذي النصح للورى= أبي طالب المكي نور الولاية
عن السيد المرضي في كل سيرة= الإمام الجريري ذي النهى والنهاية
عن الشيخ تاج العارفين رئيسهم= أبي القاسم الجنيد روح المجادة
عن الشيخ سري السقطي نجل مغلس= عن المعروف الكرخي نجم الدلالة
إلى داوود الطائي الذي فاض علمه= عن العجمي حبيبهم ذي الإنابة
إلى الحسن البصري الذي فاق نوره= نجوم الدجى ونور كل منيرة
إلى سيف ربنا المهند للعدا= وباب مدينة العلوم الجليلة
أبي الحسن علي صهر نبينا= عليه رضاء الله في كل لمحة
إلى تاج من وافى القيامة جملة= ونوره عين الكون من غير مرية
محمد الهادي إلى الناس رحمة= ومعدن أسرار وعنصر نعمة
عليه صلاة الله ثم سلامه= بدال دوام الملك في كل لحظة
فعن جبريل الأمين عن إسرافيل قد= تلقاها من اللوح محفوظ الأمانة
عن القلم المأمور بالخط الذي= قد كان وما يكون من كل ذرة
وكل بأمر ربنا وقضائه= فسلم وصدق وأحكمن بصحة
وإياك والتعنيت والحسد الذي= ينافي الكمال عن صميم العقيدة
فإن مواهب الكريم تعاظمت= لدينا من غير حول منا و قوة
وإن قلت ما الذي أنالك فضله= ففضل الإله لا ينال بحيلة
على أني للتقصير والعجز حيثما= حللت ملازما وفي كل حالة
ولست بذي نحو ولا عروض لما= يرومه من قريضنا ذو الدراية
فعذرا لمن رام إنتقاد ظاهرنا= فلم نعد عن أوصافنا البشرية
ومن رأى من عيوبنا فليداركها= بحلم وليصلحنها بعد التثبت
ولولا الكريم جاد منا بفضله= لما فاه منا ذي العلوم بقولة
ولكن ستر من مساوئنا جملة= وأظهر ما به النفوس إطمأنت
له الحمد أولا وآخرا بمثل ما= له الشكر على ما أسدى من فضيلة
قد إنتهى بنا القول نظما في كل ما= نحاول من تحصيل جمع القصيدة
وسميتها الياقوت رفعا لقدر ما= تسلسل فيها من أشياخ عديدة
معرفة لشأنهم وطريقهم= وأسمائهم ذوي الأحوال الشريفة
عليهم رضاء رب العرش بملء ما= أحاط به علما وأزكى تحية
وأهدي الصلاة والسلام مسرمدا= على كل رسل الله أهل النبوءة
وأضعافها على النبي محمد= إمام الرسل المجتبى بالوسيلة
هو النبي المبعوث للخلق كلهم= وحامل لواء كامل الشفاعة
وآله والأصحاب ثم جميع من= قفا نهجه القويم في كل وجهة
صلاة تملأ الملك عدد وزنه = كذاك ما فوق الفوق وأسفل ظلمة
.لا إله إلا الله، لا إله إلا الله = لا إله إلا الله، محمد رسول الله
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله = لا إله إلا الله،
شفيعنا رسول اللهثم الدعاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق