دنوتُ من حيِّ لَيلى لمّا سمِعتُ نِداها
يا لهُ من صوت يحلو أودُّ لا يتناهى
رضَت عنّي جذَبنني أدخَلتني لحِماها
آنستني خاطَبتني أجلَستَني بجِذاها
فرّبت ذاتها منّي رفَعَت عنّي رداها
أدهَشَتني تيَّهتني حيَّرَتني في بهاها
أخذتني تيَّهتني غيبتني في معناها
حتّى ظنَنتُها أنّي وكانَت روحي فداها
بدَّلتني طوَّرَتني وسمتني بسِماها
جمَعتني فردتني لقبَّتني بكُناها
قتَلَتني مزنتني خضبتني بدِماها
بعدَ قتلي بعثَتني ضاءَ نجمي في سماها
أينَ روحي أينَ بدني أينَ نفسي وهوها
قد بدا منها لجَفني ما قد مضى من خفاها
تاللَهِ ما رأت عيني ولا شهدَت سواها
جُمِعَت فيها المعاني سُبحانَ الذي أنشاها
بأواصفَ الحُسنِ عنّي هاكَ شيئاً من سناها
خُذا منّي هذا فنّي لا تنظُر فيه سفاها
ما كذَبَ القَلبُ عنّي إذا باح بلِقاها
إذا كان القروب يُفني أنا البتافي بقاها
يا لها من نورٍ يُغني عنِ الشمسِ وَضُحاها
بل هي شمسُ المعاني والقمر إذا تلاها
بها نارَت المباني والنهار إذا جلّاها
إن رأت سواها عيني كالليلِ إذا يغشاها
فاقَت حورَ الخلدِ حقّا والسما وما بناها
الكلُّ لها أواني ونفسٍ وما سوّاها
ابل هي حور الأعيان والأرضِ وما طحاها
عرفتني الهمتني فجورها وتقواها
أيَّدتني قرَّبتني قد أفلحَ من زكّاها
من عرف النفس يجني وقد خابَ من دسّاها
يا خيبةَ العمرِ منّي لو حكمت بطغواها
لكانت ثمود منّي أو كنتُ منها أشقاها
لكنَّ المولى عصمني من شرِّها وهَواها
يا إلاهي لاتكلّني لنَفسي أني أخشاها
أن تفرُط عنّي في ديني وأن تطفى في عماها
بجاهِ من بهِ عوني خيرِ العالمينَ طها
لولاهُ ما كان منّي ما قد كان من هُداها
جُزبتَ خيراً عن لسني يا من بكَ الحق باهى
أنتَ حصني أنت عوني من نفسي وما والاها
أنتَ أولى بها منّي أنتَ خيرُ من زكّاها
يا طبيب القلبِ غثني يوماً تقول أنا لها
أجعَلني غدا في أمنٍ من وقفة لا نرضاها
أنا ومن كان منّي ومن للصحبة رعاها
هكذا واللَهِ ظنّي في عينِ الرحمة مولاها
لا زالَ فضلهُ عنّي يُرى لِذَوي النباها
حسبي من حبيبي أنّي مُتصل به شفاها
لنا منهُ نورٌ يسنو قد ضاءَت منهُ جباها
يا عارِفَ الروح منّي لا يخفى عنكَ صفاها
تمَّ نظمي هذا وزني لكَ فيهِ ما يُشتَهى
لو أضللتَ دُرَّه تغنى في معارفي تلقاها
خُذِ الثمارَ من غُصني ذي المعارف مولاها
لا زالَ العلاوي يجني من علومهِ علاها
البوزيدي به نعني أُستاذي قبلي سَقاها
عليهِ لا زِلتُ أُثني والثنا لا يتناهى
بالرحمة خلّي زوِّدني بعدَ كوتي لا تنساها
ظنّي فيكَ لا تُهمِلني والدعا ربّي يرضاه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق