يا من تُريد تذري فنّي | فاسأل عنيِّ الألوهيا |
أما البشر لا يعرفني | أحوالي عنهُ غيبيا |
أطلُبني عندَ التداني | من وراء العبوديا |
أم الظروفُ والأكون | ليسَ لي فيها بقيّا |
إني مظهر ربّاني | والحالُ يشهَد عليّا |
أنا فيّاضُ الرحمان | ظهَرتُ في البشريّا |
والأصل منّي روحاني | كنتُ قبلَ العبوديّا |
ثم عُدت لأوطاني | كما كنتُ في حرِّيّا |
لا تحسَب أنك تراني | بأوصافِ البشريا |
فمن خلفِها معاني | لوازمُ الروحانيّا |
فلَو رأيتَ مكاني | في الحضرةِ الأقدسيّا |
تزاني ثمَّ تراني | واحداً بلا غيريا |
لكن الحق كساني | لا يصل بصرُك إليّا |
تراني ولا تراني | لأنّك غافل عليّا |
حدِد بصرَ الإيمانِ | وانظُر نظرةً صفيّا |
فإن كنت ذا إبقان | عساكَ تعتر عليّا |
تجِد أسراراً تغشاني | وأنواراً نبويّا |
تجِد عيوناً ترعاني | وأملاكاً سماويّا |
تجد الحق حباني | مني ظهر بما فيّا |
تراهُ لما تراني | ولم تشعُر بالقضيّا |
هداني ربي هداني | أعطاني نظرَة صفيا |
عرَّفني نفسي مني | وما هيَ الروحانيّا |
فإن رمتَ تدري فنّي | فاصحبني واصغَ إليّا |
اسمع مني واحكِ عنّي | لا ترفع نفسك عليّا |
لا ترى في الكونِ دوني | لا تعدُ بصرَكَ عليّا |
لا تحسب انِّك في صونِ | أمرُك لا يخفى عليّا |
هكذا إن كنت منّي | صادقاً في العبوديّا |
لا تكتفِ باللّسانِ | أمرهُ شيءٌ فريّا |
أمدُد نفسك للسنان | ومُت موتةً كليا |
واشتغل عنك بشَأني | وإلّا فامضِ عليّا |
نوصيكَ بما أوصاني | أُستاذي قبل المنيّا |
البوزيدي كان فاني | على جميع البريّا |
اترُك كلّلك في مكاني | وارتق للألوهيّا |
وانسلِخ عن الأكوانِ | لا تترُك منها بقيّا |
هذا وذاك سيّانِ | انظر نظره مستويّا |
المكَوّن والأكوانِ | مظاهرُ الوحدانيّا |
إن حققتَ بالعيانِ | لا تجد شيئاً فريّا |
الكُلُّ في الحال فاني | إلّا وجهُ الربوبيّا |
بعدُ تعرف ما نعاني | فاغن إن شئت عليّا |
لا واللَهِ ما ينساني | إلّا من كان خليّا |
فاللَهُ يعلم بشأني | يحفظني فيما بقيّا |
ويحفظ جميع إخواني | من الفتن القلبيا |
ومن دخل في ديواني | ومن حضر في جمعيّا |
ومن رأى من رآني | إذا كانت لهُ نيّا |
صلّ ربي عن لساني | واصرف كلّي لنبيا |
إن أطعتُكَ يرضاني | وإن سُأتُ يشفع فيّا |
جعلتُ فيها عُنواني | في أواخرِ القافيّا |
موافِقاً لإخواني | يطلبوها لي كيفيّا |
نسبي من جهةِ بدني | للقبيلةِ العلاويّا |
والإتصالُ الروحاني | بالحضرةِ البوزيديا |
أَرحم ربي الفستين | وارحم منّي ما بقيّا |
من فروعِ النسبتين | إلى منتهى البريّا |
الله الله
الله الله