الأحد، 31 مارس 2013

قصيده الوسيله لسيدي عبد القادر الجيلاني

قصيده الوسيله لسيدي عبد القادر الجيلاني


وَلَما صَفَا قَلْبي وَطَاَبتْ سَرِيرَتِي*** وَنَادَمَنِي صَحْويِ بِفَتْحِ الْبَصِيرة

شَهِدْتُ بِأَنَّ الله مَوْلَى الْوِلاَيَةِ ***وَقَدْ مَنَّ بِالتَّصْرِيفِ فِي كُلِّ حَالَةِ

سَقَانِي إِلهيِ مِنْ كؤوس شَرَابِهِ ***فَأَسْكَرَنِي حَقَاً فَهِمْتُ بِسَكْرتِي

وحَكْمَنِي جِمْع الدِّنَانِ بِمَا حَوَى *** وَكُلُّ مُلُوكِ الْعَالمِينَ رَعِيَّتي

وَفيِ حَانِنَا فادْخُلْ تَرَ الْكَأْسَ دَائِراً *** وَمَا شَرِبَ العُشَّاقُ إِلاَّ بَقِيَّتي

رُفِعْتُ عَلَى مَنْ يَدَّعِي الْحُبَّ فِي الْوَرَى ***فَقَرَّبَني الْمَوْلَى وَفُزْتُ بِنَظْرَةِ

وَجَالَتْ خُيُولِي فِي الأَرَاضِي جَمِعَها *** وَزُفَّتْ لِيَ الْكَاسَاتُ مِنْ كُلِّ وِجْهَةِ

وَدُقَّتْ لِي الْرَايَاتُ فِي الأَرْضِ وَالسَّمَا*** وَأَهْلُ السَّمَا والأَرْضِ تَعْلَمُ سَطْوتِي

وَشَاءُوسُ مُلْكِي سَارَ شَرْقاً وَمَغْرِباً***فَصِرْتُ لأَهْلِ الْكَرْبِ غَوْثاً ورَحْمَةِ

فَمَنْ كَانَ مِثْلِي يَدَّعِي فِكُمُ الْهَوَى*** يُطَاوِلُني إنْ كَانَ يَقْوَى لِسَطْوَتِي

أَنَّا كُنْتُ في الْعُلْيَا بِنُور مُحَمَّدٍ *** وَفِي قَابَ قَوْسَيْنِ اجْتِمَاعُ الأَحِبَّةِ

شَرِبْتُ بِكَاسَاتِ الغَرَامِ سُلاَفَةً ***ِهَا انْتَعَشَت روحِي وَجِسْمِي وَمُهْجَتِي

وَصِرْتُ أَنَا السَاقِي لِمَنْ كَانَ حَاضِراً ***أُدِيرُ عَلَيهِمْ كَرَّةً بَعْدَ كَرَّةِ

وَقَفْتُ بِبَابِ اللهِ وَحْدِي مُوَحِّدَاً ***وَنُودِيتُ يَا جِيلاَنِيَ ادْخُلْ لِحَضْرتِي

وَنُوديتُ يَا جِيلاَنِيَ ادْخُلْ وَلا تَخفْ *** عُطيتُ اللوا مِنْ قَبْلِ أَهْلِ الحَقِيقَةِ

ذِرَاعِيَ مِنْ فَوْقِ السَّمَواتِ كُلَّهَا*** وَمِنْ تَحْتِ بَطْنِ الحُوتِ أَمْدَدْتُ رَاحَتي

وَأَعْلَمُ نَبْتَ الأَرضِ كَمْ هُوَ نَبْتَةٌ *** وَأَعْلَمُ رَمْلَ الأَرْضِ عَدَّاً لِرَمْلَةِ

وَأَعْلَمُ عِلْمَ اللهِ أُحْصِي حُروفَهُ *** وأَعْلَمُ مَوْجَ الْبَحْرِ عَدَّا لِمَوْجَةِ

وَمَا قُلْتُ هَذَا القَوْلَ فَخْراً وإنَّمَا ***أَتَى الإِذْنُ حَتَّى تَعْرِفُوا مِنْ حَقِيقَتي

وَمَا قُلْتُ حَتْى قِيلَ لِي قُلْ وَلاَ تَخَفْ ***فَأَنْتَ وَلِييِّ فِي مَقَامِ الْوِلاَيةِ

أَنَا كُنْتُ مَعْ نُوْحٍ أُشَاهِدُ فِي الْوَرَى ***ِحَاراً وَطُوقَاناً عَلَى كَفِّ قُدْرَتي

وَكُنْتُ وَإِبْراهِيمَ مُلْقَىً بِنَارِهِ ***وَمَا بَرَّدَ النِّيرانَ إِلاَّ بدَعْوَتِي

وَكُنْتُ مَعَ اسْمَعِيلَ في الذَّبْحِ شاهِدَاً*** وَمَا أَنْزَلَ المَذْبُوح إِلاَّ بِفُتْيَتي

وَكُنْتُ مَعَ يَعْقُوبَ فِي غَشْوِ عَيْنِهِ*** وَمَا بَرِئَتْ عَيْنَاهُ إِلاَّ بِتَفْلَتِي

وَكُنْتُ مَعَ إِدْرِيسَ لَمَّا ارْتَقَى الْعُلا*** وَأُسْكِنَ فِي الْفِرْدَوْسِ أَحْسَنَ جَنَّةِ

وَكُنْتُ وَمُوسَى فِي مُنَاجَاةِ رَبِّهِ ***وَمُوسَى عَصَاهُ مِنْ عَصَايَ اسْتَمَدَّتِ

وَكُنْتُ مَعَ أيِّوبَ في زَمَنِ الْبَلا ***وَمَا بَرِئَتْ بَلْوَاهُ إلاَّ بِدَعْوَتِي

وَكُنْتُ مَعَ عِيسَى وَفِي الْمَهْدِ ناطِقَاً*** وَأَعْطَيْتُ دَاوُداً حَلاَوةَ نَغْمَتِي

وَلِي نَشَأَةَ في الْحُبِّ مِنْ قَبْلِ آدمِ*** وَسِرِّي سَرَى فِي الْكَوْنِ مِنْ قَبْلِ نَشْأَتِي

أَنَا الذَّاكِرُ المَذْكُورُ ذِكْراً لِذَاكِر***أَنَا الشاكِرُ المَشْكُورُ شُكْراً بِنِعْمَتِي

أَنَا الْعَاشِقُ الْمَعْشَوقُ فِي كُلِّ مُضْمَرٍ***أَنَا السَّامِعُ الْمَسْمُوعُ فِي كُلِّ نَغْمَةِ

أَنَا الْوَاحِدُ الْفَرْدُ الْكَبِيرُ بِذَاتِهِ ***أَنَا الْوَاصِفُ الْمَوْصُوفُ عِلْمُ الطَّرِيقَةِ

مَلَكْتُ بِلاَدَ اللَّهِ شَرْقَاً وَمَغْرِباً*** وَإِنْ شِئْتُ أَفْنَيْتُ الأَنَامَ بِلَحْظَةِ

وَقَالَوا فَأَنْتَ الْقُطبُ قُلْتُ مُشَاهدُ *** وَنَالٍ كِتَابَ اللهِ فِي كُلِّ سَاعَةِ

وَنَاظِرُ مَا فِي اللَّوْحِ مِنْ كُلِّ آيَةٍ ***وَمَا قَدْ رَأَيْتُ مِنْ شُهُودٍ بِمُقْلَتِي

فَمْن كَانَ يَهْوَانَا يَجِي لِمَحَلِّنَا*** وَيَدْخُلْ حِمَى السَّادَاتِ يَلْقَ الْغَنِيمَة

فَلاَ عَالِمٌ إِلاَّ بِعِلْمِيَ عَالِمٌ *** وَلاَ سَالِكٌ إِلاَّ بِفَرْضِي وَسُنَّتِي

وَلاَ جَامِعٌ إِلاَّ وَلِي فِيهِ رَكْعَةٌ *** وَلاَ مِنْبَرٌ إِلاَّ وَلِي فِيهِ خُطْبَتِي

وَلَوْلاَ رَسُولُ اللهِ بِالْعَهْدِ سَابِقٌ *** لأَغْلَقْتُ أَبْوَابَ الْجَحِيمِ بِعْظمَتِي

مُرِيدِي لَكَ الْبُشْرَى تَكُونُ عَلى الْوَفَا*** وَإِنْ كُنْتَ فِي هَمٍّ أُغِثْكَ بِهِمَّتي

مُرِيدِي تَمَسَّكْ بِي وَكُنْ بِيَ وَاثِقَاً***لأَحْمِيكَ فِي الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ

وَكُنْ يَا مُرِيدِي حَافِظَاً لِعُهُودِنَا***أَكُنْ حَاضِرَ الْميِزَانِ يَوْمَ الْوَقِيعَةِ

وَإِنْ شَحَّتِ الْميزَانُ كُنْتُ أَنَا لَهَا***بِعَيْنِ عِنَايَاتٍ وَلُطْفِ الْحَقِيقَةِ

حَوَائِجُكُمْ مُقْضِيَّةً غَيْرَ أَنَّنِي***أَرِيدُكُمُو تَمْشُون طُرْقَ الْحَمِيدَةِ

وَأَوْصِيكُمُو كَسْرَ النُّفُوسِ فإِنَّها*** مَرَاتِبُ عِزِّ عِنْدَ أَهْلِ الطَّرِيقَةِ

وَمَنْ حَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ بِتَكَبُّر***تَجِدْهُ صَغِيراً في عُيُونِ الأَقِلَّةِ

وَمَنْ كَانَ فِي حَالاتِهِ مُتَواضِعَاً***مَعَ اللهِ عَزَّتْهُ جَميعُ الْبَرِيَّةِ

هناك تعليقان (2):

  1. هي قصيدة سيدي إبراهيم الدسوقي عدد ابياتها 36 بيتا وليست لسيدي عبد القادر

    ردحذف
  2. لا أعتقد أنها لسيدي الدسوقي قدس سره ، لان هنالك بيتين يرجحان أنها لسيدي عبد القادر الجيلاني ، وهما البيتان المتتابعان اللذان فيهما : ونوديت يا جيلاني ادخل لحضرتي .. ليس بسبب ذكر اسمه قدس الله سره ، ولكن بسبب الوزن ، اذ لو وضعنا الدسوقي ، سيختل الوزن اختلالا قبيحا ، بينما هو مستقيم مع لفظة جيلاني .
    والله اعلم ، وأرضاهم عنا .

    ردحذف