الثلاثاء، 26 مارس 2013

الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري

الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري الحكمة الأولى

من علامة الاعتماد على العمل - نقصان الرجاء عند وجود الزلل .

الحكمة الثانية

إرادتك التجريد - مع إقامة الله إياك في الأسباب - من الشهوة الخفية ، وإرادتك الأسباب – مع إقامة الله إيّاك في التجريد – انحطاط عن الهمة العلية .

الحكمة الثالثة

سوابق الهمم – لا تخرق أسوار الأقدار .

الحكمة الرابعة

ارح نفسك من التدبير ، فما قام به غيرك عنك – لا تقم به لنفسك .

الحكمة الخامسة

اجتهادك فيما ضمن لك ، وتقصيرك فيما طلب منك - دليل على انطماس البصيرة منك .

الحكمة السادسة

لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء - موجبا ليأسك ؛ فهو ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك لا فما تختار لنفسك وفي الوقت الذي يريد ، لا في الوقت الذي تريد .

الحكمة السابعة

لا يُشَكّكُنّك في الوعد عدم وقوع الموعود - وإن تعين زمنه - لئلا يكون ذلك قدحا في بصيرتك ، وإخمادا لنور سريرتك .

الحكمة الثامنة

إذا فتح لك وجهة من التعرف - فلا تبال معها إن قل عملك ، فإنه مافتحها لك إلا وهو يريد أن يتعرف إليكو ، ألم تعلم أن التعرف هو مورده عليك ، والأعمال أنت مهديها إليه ! وأين ما تهديه إليه - مما هو مورده عليك ؟

الحكمة التاسعة

تنوعت أجناس الأعمال ، لتنوع واردات الأحوال .

الحكمة العاشرة

الأعمل : صورقائمة ، وأرواحها : وجود سرالإخلاص فيها .

الحكمة الحادية عشرة

ادفن وجودك في أرض الخمول ، فما نبت مما لم يدفن لا يتم نتاجه .

الحكمة الثانية عشرة

ما نفع القلب شيء مثل عزلة ، يدخل بها ميدان فكرة .

الحكمة الثالثةعشرة

كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته ؟

أم كيف يرحل إلى الله ، وهو مكبل بشهواته ؟

أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله ، وهو لم يتطهر من جنابة غفلاته ؟

أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار ، وهو لم يتب من هفواته ؟

الحكمة الرابعة عشرة

الكون كله ظلمة ، وإنما أناره ظهوره الحق فيه ، فمن رأى الكون ، ولم يشهده فيه ، أو عنده ، أو قبله ، أو بعده – فقد أعوز وجود الأنوار ، وحجبت عنه شموس المعارف بسحب الآثار .

الحكمة الخامسة عشرة

مما يدلك على وجود قهره – سبحانه – أن حجبك عنه بما ليس بموجود معه .

الحكمة السادسة عشرة

كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الذي أظهر كل شيء ؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الذي ظهر بكل ؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الذي ظهر في كل شيء ؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهوالذي ظهر لكل شيء ؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الظاهر قبل وجود كل شيء ؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو أظهر من كل شيء ؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الواحد الذي ليس معه شيء ؟

كيف يصور أن يحجبه شيء ، وهو أقرب إليك من كل شيء ؟

كيف يتصور أن يحجبه شيء ، ولولاه ما كان وجود كل شيء ؟

يا عجبا ! كيف يظهر الوجود في العدم !؟

أم كيف يثبت الحادث مع من له وصف القدم !؟

الحكمة السابعة عشرة

ما ترك من الجهل شيئا – من أراد أن يحدث في الوقت غير ما أظهره الله فيه .

الحكمة الثامنة عشرة

إحالتك الأعمال على وجود الفراغ – من رعونات النفس .

الحكمة التاسعة عشرة

لا تطلب منه أن يخرجك من حاله ؛ لستعملك فيما سواها ، فلو أرادك – لا ستعملك من غير إخراج .

الحكمة العشرون

ما أرادت همة سالك أن تقف عند ما كشف لها – إلا ونادته هواتف الحقيقة : الذي تُطلب أمامك ، ولاتبرجت له ظواهر المكونات – إلا ونادته حقائقها "إنما نحن فتنة فلا تكفر" (سورة البقرة ، آية 102) .

الحكمة الحادية والعشرون

طلبك منه – اتهام له ، وطلبك له - غيبه منك عنه – وطلبك لغيره ، لقله حيائك منه،وطلبك من غيره –لوجود بعدك عنه .

الحكمة الثانية والعشرون

ما من نفس تبديه – إلا وله قدر فيك يمضيه .

الحكمة الثالثة والعشرون

لا تترقب فراغ الأغيار ، فإن ذلك يقطعك عن وجود المراقبة له ، فيما هو مقيمك فيه .

الحكمة الرابعة والعشرون

لا تستغرب وقوع الأكدار – ما دمت في هذا الدار – فإنها ما أبرزت إلا ما هو مستحق وصفها ، وواجب نعتها .

الحكمة الخامسة والعشرون

ما توقف مطلب أنت طالبه بربك ، ولا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك .

الحكمة السادسة والعشرون

من علامات النُّجح في النهايات – الرجوع إلى الله في البدايات .

الحكمة السابعة والعشرون

من أشرقت بدايته – أشرقت نهايته .

الحكمة الثامنة والعشرون

ما استُودع في غيب السرائر – ظهر في شهادة الظواهر .

الحكمة التاسعة والعشرون

شتان بين من يَستدل به ، أو يستدل عليه : المستدِل به – عرف الحق لأهله ؛ فأثبت الأمر من وجود أصله ، والاستدلال عليه – من عدم الوصول إليه ، وإلافمتى غاب ؛ حتى يُستدل عليه ، ومتى بعد ؛ حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه ؟

الحكمة الثلاثون

"لينفق ذو سَعَة من سعتة" (سورة الطلاق ، آية 7) الواصلون إليه ، "ومن قُدِرَ عليه رزقه" (سورة الطلاق ، آية 7) السائرون إليه .

الحكمة الحادية والثلاثون

اهتدى الراحلون إليه بأنوار التواجه ، والواصلون لهم أنوار المواجهة . فالأولون للأنوار ، وهؤلاء الأنوار لهم ؛ لأنهم لله ، لاشيء دونه : "قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون (سورة الأنعام ، آية 91) .

الحكمة الثانية والثلاثون

تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب – خير من تشوفك إلى ما حجب عنك من الغيوب .

الحكمة الثالثة والثلاثون

الحق ليس بمحجوب ، وإنما المحجوب أنت عن النظر إليه ، إذ لو حجبه شيء – لستره ماحجبه ، ولو كان له ساتر – لكان لوجوده حاصر ، وكل حاصر لشيء – فهو له قاهر "وهو القاهر فوق عباده" (سورة الأنعام ، آية 1 .

الحكمة الرابعة والثلاثون

اخرج من أوصاف بشريتك عن كل وصف مناقض لعبوديتك ؛ لتكون – لنداء الحق – مجيبا ، ومن حضرته قريبا .

الحكمة الخامسة والثلاثون

أصل كل معصية وغفلة وشهوة – الرضا عن النفس ، وأصل كل طاعة ويقظة وعفة ، عدم الرضا منك عنها ولأن تصحب جاهلا ، لا يرضى عن نفسه – خير لك من أن تصحب عالما ، يرضى عن نفسه ، فأي علم لعالم ، يرضىعن نفسه ؟ وأي جهل لجاهل ، لا يرضى عن نفسه ؟

الحكمة السادسة والثلاثون

شعاع البصيرة – يُشهدك قربه منك ، وعين البصيرة – تشهدك عدمك،لوجوده ، وحق البصيرة – يشهدك وجوده ، لا عدمك ، ولا وجودك .

الحكمة السابعة والثلاثون

كان الله ولاشيء معه ، وهو – الآن – على ما عليه كان .

الحكمة الثامنة والثلاثون

لا تتعدنية همتك إلى غيره ، فالكريم – لا تتخطاه الآمال .

الحكمة التاسعةوالثلاثون

لا ترفعنَّ إلى غيره حاجة ، هو موردها عليك ، فكيف يرفع غيره ما كان هو له واضعا !؟

من لا يسطيع أن يرفع حاجة عن نفسه – فكيف يسطيع أن يكون لها عن غيره رافعا !؟

الحكمة الأربعون

إن لم تحسن ظنك به ، لأجل حسن وصفه – فحسن ظنك به ، لأجل معاملته معك ، فهل عودك إلا حسنا !؟ وهل أسدى إليك إلا مننا !؟

الحكمة الحادية والأربعون

العجب كل العجب ممن يهرب ، ممن لا انفكاك له عنه ، ويطلب ما لا بقاء معه ، "فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" (سورة الحج ، آية 46) .

الحكمة الثانية والأربعون

لا ترحل من كون إلى كون ؛ فتكون كحمار الرحى، ويسير ، والمكان الذي ارتحل إليه – هو الذي ارتحل منه ، ولكن ارحل من الأكوان إلى المكون "وأن إلى ربك المنتهى" (سورة النجم ، آية42) ، وانظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم : فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله – فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوجها – فهجرته إلى ما هاجر إليه ، فافهم قوله عليه الصلاة والسلام ، وتأمل هذا الأمر ، إن كنت ذا فهم والسلام .

الحكمة الثالثة والأربعون

لا تصحب من لا يُنهضك حاله ، ولا يدلك على الله مقاله .

الحكمة الرابعة والأربعون

ربما كنت مسيئا ، فأراك الإحسان منك صحبتك من هو أسوأ حالا منك .

الحكمة الخامسة والأربعون

ما قل عمل برز من قلب زاهد ، ولا كثر عمل برز من قلب راغب .

الحكمة السادسة والأربعون

حسن الأعمال – نتائج حسن الأحوال ، وحسن الأحوال – من التحقق في مقامات الإنزال .

الحكمة السابعة والأربعون

لا تترك الذكر ، لعدم حضورك مع الله فيه ، لأن غفلتك عن وجود ذكره – أشد من غفلتك في وجود ذكره ، فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة – إلى ذكر مع وجود يقظة ، ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور ، ومن ذكر مع وجود حضور – إلى ذكر مع وجود غيبة ، عما سوى المذكور ، "وما ذلك على الله بعزيز" (سورة إبراهيم ، آية 20 ) .

الحكمة الثامنة والأربعون

من علامات موت القلب – عدم الحزن على مافاتك من الموافقات ، وترك الندم على مافعله من وجود الزلات .

الحكمة التاسعة والأربعون

لا يعظم الذنب عندك – عظمة تصدك عن حسن الظن بالله تعالى ؛ فإن من عرف ربه – استصغر في جنب كرمه ذنبه .

الحكمةالخمسون

لا صغيرة إذا قابللت عدله ، ولا كبيرة إذا واجهك فضله .

الحكمة الحادية والخمسون

لا عمل أرجى للقلوب من عمل يغيب عنك شهوده ، ويحتقر عندك وجوده .

الحكمة الثانية والخمسون

إنما أورد عليك الوارد ؛ لتكون به عليه واردا .

الحكمة الثالثة والخمسون

أورد عليك الوارد ، ليستعملك من يد الأغيار ، ويحررك من رق الآثار .

الحكمة الرابعة والخمسون

أورد عليك الوارد ، ليخرجك من سجن وجودك – إلى فضاء شهودك .

الحكمة الخامسة والخمسون

الأنوار مطايا القلوب والأسرار .

الحكمة السادسة والخمسون

النور جند القلب ، كما أن الظلمة جند النفس ، فإذا أراد الله أن ينصر عبده – أمده بجنود الأنوار ، وقطع عنه مدد الظلم والأغيار .

الحكمة السابعة والخمسون

النور له الكشف ، والبصيرة لها الحكم ، والقلب له الإقبال والإدبار .

الحكمة الثامنة والخمسون

لا تفرحك الطاعة ؛ لأنها برزت منك ، وافرح بها ، لأنها برزت من الله إليك : "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون" (سورة يونس ، آية 5 .

الحكمة التاسعة والخمسون

قطع السائرين له ، والواصلين إليه ، عن رؤية أعمالهم ، وشهود أحوالهم . أما السائرون فلأنهم لم يتحققوا الصدق مع الله فيها ، وأما الواصلون – فلأنه غيبهم بشهوده عنها .

الحكمة الستون

ما بسقت أغصان ذل – إلا على بذر طمع .

الحكمة الحادية والستون

ما قادك شيء مثل الوهم .

الحكمة الثانية والستون

أنت حر مما أنت عنه آيس ، وعبد لما أنت له طامع .

الحكمة الثالثة والستون

من لم يقبل على الله بملاطفات الإحسان – قيد إليه بسلاسل الإمتحان .

الحكمة الرابعة والستون

من لم يشكر النعم – فقد تعرض لزوالها ومن شكرها – فقد قيدها بعقالها .

الحكمة الخامسة والستون

خف من وجود إحسانه إليك ، ودوام إساءتك معه – أن يكون ذلك استدراجا لك : "سنستدرجهم من حيث لا يعلمون" (سورة الأعراف ، آية 182 ) .

الحكمة السادسة و الستون

من جهل ا المريد – أن يسىء الأدب ؛ فتؤخرالعقوبة عنه ، فيقول : لو كان هذا سوء أدب لقطع الإمداد ، وأوجب الإبعاد ، فقد يقطع المدد عنه من حيث لايشعر ، ولو لم يكن إلا منع المزيد ، وقد يقام مقام البعد – وهو لا يدري ، ولو لم يكن إلا أن يخليك وما تريد .

الحكمة السابعة والستون

إذا رأيت عبدا أقامه الله تعالى بوجود الأوراد ، وأدامه عليها مع طول الإمداد – فلا تستحقرن ما منحه مولاه ؛ لأنك لم تر عليه سيما العارفين ، ولابهجة المحبين ، فلو لا وارد ماكان ورد .

الحكمة الثامنة والستون

قوم أقامهم الحق لخدمته ، وقوم أختصهم بمحبته : "كلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورة " (سورة الإسراء ، آية 20) .

الحكمة التاسعة و الستون

قلما تكون الواردات الإلهية – إلا بغتة ، لئلا يدعيها العباد بوجود الاستعداد .

الحكمة السبعون

من رأيته مجيبا عن كل ما سئل ، ومعبرا عن كل ما شهد ، وذاكرا كل ما علم – فاستدل بذلك على وجود جهله .

الحكمة الحادية السبعون

إنما جعل الدار الآخرة محلا لجزاء عباده المؤمنين ؛ لأن هذه الدار – لا تسع ما يريد أن يعطيهم ؛ ولأنه أجل أقدارهم عن أن يجازيهم في دار لا بقاء لها .

الحكمة الثانية والسبعون

من وجد ثمرة عمله عاجلا – فهو دليل على وجود القبول آجلا .

الحكمة الثالثة والسبعون

إذا أردت أن تعرف قدرك عنده – فانظر فيما يقيمك .

الحكمة الرابعة والسبعون

متى رزقك الطاعة ، و الغنى به عنها – فاعلم أنه : قد أسبغ عليك نعمة ظاهرة وباطنة .

الحكمة الخامسة و السبعون

خير ماتطلبه منه – ما هو طالبه منك .

الحكمة السادسة و السبعون

الحزن على فقدان الطاعة – مع عدم النهوض إليها – من علامات الاغترار .

الحكمة السابعة والسبعون

ما العارف من إذا أشار – وجد الحق أقرب إليه من إشارته ، بل العارف من لا إشارة له ؛ لفنائه في وجوده ، وانطوائه في شهوده .

الحكمة الثامنة و السابعون

الرجاء ما قارنه عمل ، وإلا فهو أمنية .

الحكمة التاسعة والسبعون

مطلب العارفين من الله – الصدق في العبودية – والقيام بحقوق الربوبية .

الحكمة الثمانون

بسطك ؛ كيلا يبقيك مع القبض ، وقبضك ؛ كيلا يتركك مع البسط ، واخرجك عنهما ؛ كيلا تكون لشيئ دونه .

الحكمة الحادية والثمانون

العارفون إذا بسطوا – أخوف منهم إذا قبضوا ، ولا يقف على حدود الأدب في البسط إلا قليل .

الحكمة الثانية و الثمانون

البسط تأخذ النفس منه حظها بوجود الفرح ، والقبض لا حظ للنفس فيه .

الحكمة الثالثة و الثمانون

ربما أعطاك فمنعك ، وربما منعك فأعطاك .

الحكمة الرابعة والثمانون

متى فتح باب الفهم في المنع – عاد المنع عين العطاء .

الحكمة الخامسة والثمانون

الأكوان ظاهرها غرة وباطنها عبرة ، فالنفس تنظر إلى ظاهرغرتها ، والقلب ينظر إلى باطن عبرتها .

الحكمة السادسة و الثمانون

إن أردت أن يكون لك عز لا يفنى – فلا تستعزن بعز يفنى .

الحكمة السابعة والثمانون

الطي الحقيقي أن تطوي مسافة الدنيا عنك ؛ حتى ترى الآخرة أقرب إليك منك .

الحكمة الثامنة والثمانون

العطاء من الخلق حرمان ، والمنع من الله إحسان .

الحكمة التاسعة والثمانون

جل ربنا أن يعامله العبد نقدا ، فيجازيه نسيئة .

الحكمة التسعون

كفى من جزائه إياك على الطاعة – أن رضيك لها أهلا .

الحكمة الحادية والتسعون

كفى العاملين جزاء – ما هو فاتحه على قلوبهم في طاعته ، وما هو مورده عليهم من وجود مؤانسته .

الحكمة الثانية والتسعون

من عبده لشيء يرجوه منه – أو ليدفع بطاعته ورود العقوبة عنه – فما قام بحق أوصافه .

الجكمة الثالثة والتسعون

متى أعطاك – أشهدك بره ، ومتى منعك – أشهدك قهره ، فهو في كل ذلك متعرف إليك ومقبل بوجود لطفه عليك .

الحكمة الرابعة والتسعون

إنما يؤلمك المنع ؛ لعدم فهمك عن الله فيه .

الحكمة الخامسة والتسعون

ربما فتح لك باب الطاعة ، وما فتح لك باب القبول، وربما قضى عليك بالذنب – فكان سببا في الوصول .

الحكمة السادسة و التسعون

معصية أورثت ذلا وافتقارا – خير من طاعة ، أورثت عزا و استكبارا .

الحكمة السابعة والتسعون

نعمتان ما خرج موجود عنهما ، ولا بد لكل مكون منهما ، نعمة الأيجاد ونعمة الإمداد .

الحكمة الثامنة والتسعون

أنعم عليك أو لا بالإيجاد ، وثانيا بتوالي الإمداد .

الحكمة التاسعة والتسعون

فاقتك لك ذاتية ، وورود الأسباب مذكرات لك بما خفي عليك منها ، والفاقة الذاتية لا ترفعها العوارض .

الحكمة المائة

خير أوقاتك – وقت تشهد فيه وجود فاقتك ، وترد فيه إلى وجود ذلتك .

الحكمة الحادية بعد المائة

متى أوحشك من خلقه – فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب الأنس به .

الحكمة الثانية بعد المائة

متى أطلق لسانك بالطلب – فاعلم أنه يريد أن يعطيك .

الحكمة الثالثة بعد المائة

العارف لا يزول اضطراره ، ولا يكون مع غير الله قراره .

الحكمة الرابعة بعد المائة

أنار الظواهر بأنوار آثاره ، وأنار السرائر بأنوار أوصافه ؛ لأجل ذلك أفلت أنوار الظواهر ، ولم تأفل أنوار القلوب والسرائر ؛ ولذلك قيل : إن شمس النهار تغرب بالليل وشمس القلوب ليست تغيب .

الحكمة الخامسة بعد المائة

ليخفف ألم البلاء عنك – علمك بأنه – سبحانه – هو المبلي لك ، فالذي واجهتك منه الأقدار – هو الذي عودك حسن الاختيار .

الحكمة السادسة بعد المائة

من ظن انفكاك لطفه عن قدره – فذلك لقصور نظره .

الحكمة السابعة بعد المائة

لا يخاف عليك أن تلتبس الطرق عليك ، وإنما يخاف عليك من غلبة الهوى عليك .

الحكمة الثامنة بعد المائة

سبحان من ستر سر الخصوصية بظهور البشرية ، وظهر بعظمة الربوبية في إظهار العبودية .

الحكمة التاسعة بعد المائة

لا تطالب ربك بتأخر مطلبك ، ولكن طالب نفسك بتأخر أدبك .

الحكمة العاشرة بعد المائة

متى جعلك في الظاهر ممتثلا لأمره ، ورزقك في الباطن الاستسلام لقهره – فقد أعظم المنة عليك .

الحكمة الحادية عشرة بعد المائة

ليس كل من ثبت تخصيصه – كمل تخليصه .

الحكمة الثانية عشرة بعد المائة

لا يستحقر الورد إلا جهول : الوارد يوجد في الدار الآخرة ، والورد ينطوي بانطواء هذه الدار ، وأولى ما يعتني به – ما لا يخلف وجوده – الورد هو طالبه منك ، والوارد أنت تطلبه منه ، وأين ما هو طالبه منك مما هو مطلبك منه ؟

الحكمة الثالثة عشرة بعد المائة

ورود الإمداد بحسب الاستعداد ، وشروق الأنوار على حسب صفاء الأسرار .

الحكمة الرابعة عشرة بعد المائة

الغافل إذا أصبح ينظر : ماذا يفعل ؟ والعاقل ينظر : ماذا يفعل الله به ؟

الحكمة الخامسة عشرة بعد المائة

إنما يستوحش العباد والزهاد من كل شيء ، لغيبتهم عن الله في كل شيء ، فلو شهدوه في كل شيء – لم يستوحشوا من شيء .

الحكمة السادسة عشرة بعد المائة

أمرك في هذه الدار بالنظر في مكوناته ، وسيكشف لك في تلك الدار عن كمال ذاته .

الحكمة السابعة عشرة بعد المائة

علم منك : أنك لا تصبر عنه – فاشهدك ما برز منه .

الحكمة الثامنة عشرة بعد المائة

لما علم الحق منك وجود ملل – لون لك الطاعات ، وعلم ما فيك من وجود الشره – فحجرها عليك في بعض الأوقات ؛ ليكون همك إقامة الصلاة ، لا وجود الصلاة فما كل مصل مقيم .

الحكمة التاسعة عشرة بعد المائة

الصلاة طهرة للقلوب من أدناس الذنوب ، واستفتاح لباب الغيوب .

الحكمة العشرون بعد المائة

الصلاة محل المناجاة ، ومعدن المصافاة : تتسع فيها ميادين الأسرار وتشرق فيها شوارق الأنوار . علم وجود الضعف منك – فقلل أعدادها ، وعلم احتياجك إلى فضله – فكثر أمدادها .

الحكمة الحادية والعشرون بعد المائة

متى طلبت عوضا على عمل – طولبت بوجود الصدق فيه ، ويكفي المريد – وجدان السلامة .

الحكمة الثانية والعشرون بعد المائة

لا تطلب عوضا على عمل لست له فاعلا . يكفي من الجزاء لك على العمل أن كان له قابلا .

الحكمة الثالثة والعشرون بعد المائة

إذا أراد أن يظهر فضله عليك – خلق ونسب إليك .

الحكمة الرابعة والعشرون بعد المائة

لا نهاية لمذامّك إن أرجعلك إليك ، ولا تفرغ مدائحك إن أظهر جوده عليك .

الحكمة الخامسة والعشرون بعد المائة

كن بأوصاف ربوبيته – متعلقا ، وبأوصاف عبوديتك – متحققا .

الحكمة السادسة والعشرون بعد المائة

منعك أن تدعى ما ليس لك – مما للمخلوقين ، أفيبيح لك أن تدعى وصفة ، وهو رب العالمين !؟

الحكمة السابعة والعشرون بعد المائة

كيف تخرق لك العوائد ، وأنت لم تخرق من نفسك العوائد .

الحكمة الثامنة والعشرون بعد المائة

ما الشأن وجود الطلب ، إنما الشأن أن ترزق حسن الأدب .

الحكمة التاسعة والعشرون بعد المائة

ما طلب لك شيء مثل الاضطرار ، ولا أسرع بالمواهب إليك مثل الذل والافتقار .

الحكمة الثلاثون بعد المائة

لو أنك لا تصل إلا بعد فناء مساويك ، ومحو دعاويك – لم تصل إليه أبدا ، ولكن إذا أردت أن يوصلك إليه – غطى وصفك بوصفه ، ونعمتك بنعمته ، فوصلك إليه : بما منه إليك ، لا بما منك إليه .

الحكمة الحادية والثلاثون بعد المائة

لو لا جميل ستره – لم يكن عمل أهلا للقبول .

الحكمةالثانية والثلاثون بعد المائة

أنت إلىحلمه – إذا أطعته – أحوج منك ألى حلمه – إذا عصيته .

الحكمة الثالثة والثلاثون بعد المائة

الستر على قسمين : ستر المعصية ، وستر فيها : فالعامة يطلبون من الله تعالى الستر فيها ، خشية سقوط مرتبتهم عند الخلق ، والخاصة يطلبون من الله الستر عنها ، خشية سقوطهم من نظر الملك الحق .

الحكمة الرابعة والثلاثون بعد المائة

من أكرمك – فإنما أكرم فيك جميل ستره – فالحمد لمن سترك ، ليس الحمد لمن أكرمك وشكرك .

الحكمة الخامسة والثلاثون بعد المائة

ما صحبك إلا من صحبك ، وهو بعيبك عليم ، وليس ذلك إلا مولاك الكريم ، خير من تصحب من يطلبك لا لشيئ يعود منك إليه .

الحكمة السادسة والثلاثون بعد المائة

لو أشرق لك نور اليقين – لرأيت الآخرة أقرب إليك من أن ترحل إليها ، و لرأيت محاسن الدنيا – قد ظهرت كسفة الفناء عليها .

الحكمة السابعة والثلاثون بعد المائة

ما حجبك عن الله وجود موجود معه ، ولكن حجبك عنه توهم موجود معه .

الحكمة الثامنة والثلاثون بعد المائة

لو لا ظهوره في المكونات – ما وقع عليها وجود إبصار ، لوظهرت صفاته – اضمحلت مكوناته .

الحكمة التاسعة والثلاثون بعد المائة

اظهر كل شيء لأنه الباطن ، طوى وجود كل شيء ؛ لأنه الظاهر .

الحكمة الأربعون بعد المائة

أباح لك أن تنظر ما في المكونات ، وما أذن لك أن تقف مع ذوات المكونات : "قل انظروا ماذا في السماوات" (سورة يونس ، آية 101) ، فتح لك باب الأفهام ، ولم يقل : انظروا السماوات ، لئلايدلك على وجود الأجرام .

الحكمة الحادية والأربعون بعد المائة

الأكوان ثابتة بإثباته ، وممحوة بأحدية ذاته .

الحكمة الثانية والأربعون بعد المائة

الناس يمدحونك ؛ لما يظنونه فيك ، فكن أنت ذاما لنفسك ؛ لما تعلمه منها .

الحكمة الثالثة والأربعون بعد المائة

المؤمن إذا مدح – استحيا من الله أن يثنى عليه بوصف لا يشهده من نفسه .

الحكمة الرابعة والأربعون بعد المائة

اجهل الناس من ترك يقين ما عنده ؛ لظن ما عند الناس .

الحكمة الخامسة والأربعون بعد المائة

إذا أطلق الثناء عليك ، ولست بأهل – فأثن عليه بما هو أهله .

الحكمة السادسة والأربعون بعد المائة

الزهاد إذا مدحوا – انقبضوا ، لشهودهم الثناء من الحق ، والعارفون إذا مدحوا – انبسطوا ، لشهودهم ذلك من الحق .

الحكمة السابعة و الأربعون بعد المائة

متى كنت إذا أعطيت – بسطك العطاء ، وإذا منعت – قبضك المنع ، فاستدل بذلك على ثبوت طفوليتك ، وعدم صدقك في عبوديتك .

الحكمة الثامنة والأربعون بعد المائة

إذا وقع منك ذنب – فلا يكن سببا ليأسك ، من حصول الاستقامة مع ربك ؛ فقد يكون ذلك آخر ذنب قدر عليك .

الحكمة التاسعة والأربعون بعد المائة

إذا أردت أن يفتح لك باب الرجاء – فاشهد ما منه إليك ، وإذا أردت أن يفتح لك باب الخوف – فاشهد مامنك إليه .

الحكمة الخمسون بعد المائة

ربما أفادك في ليل القبض – ما لم تستفده في إشراق نهار البسط "لا تدورن أيهم أقرب لكم نفعا" (سورة النساء ، آية 11) .

الحكمة الحادية و الخمسون بعد المائة

مطالع الأنوار – القلوب والأسرار .

الحكمة الثانية والخمسون بعد المائة

نور مستودع في القلوب – مدده من النور الوارد من خزائن الغيوب .

الحكمة الثالثة والخمسون بعد المائة

نور يكشف لك به عن آثاره ، ونور يكشف لك به عن أوصافه .

الحكمة الرابعة والخمسون بعد المائة

ربما وقفت القلوب مع الأنوار – كما حجبت النفوس بكثائف الأغيار .

الحكمة الخامسة والخمسون بعد المائة

ستر أنوار السرائر بكثائف الظواهر ، إجلالا لها أن تبتذل بوجود الإظهار ، وأن ينادى عليها بلسان الاشتهار .

الحكمة السادسة والخمسون بعد المائة

سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه ، ولم يوصل إليهم من أراد أن يوصله إليه .

الحكمة السابعة والخمسون بعد المائة

ربما أطلعت على غيب ملكوته ، وحجب عنك الاستشراف على أسرار العباد .

الحكمة الثامنة و الخمسون بعد المائة

من اطلع على أسرار العباد ، ولم يتحلق بالرحمة الإلهية – كان اطلاعه فتنة عليه ، وسببا لجر الوبال إليه .

الحكمة التاسعة والخمسون بعد المائة

حظ النفس في المعصية – ظاهر جلي، وحظها في الطاعة – باطن خفي، عليه ومداواة ما يخفى صعب علاجه .

الحكمة الستون بعد المائة

ربما دخل الرياء عليك من حيث لا ينظر الخلق إليك .

الحكمة الحادية والستون بعد المائة

استشرافك أن يعلم الخلق بخصوصيتك – دليل على عدم صدقك في عبوديتك .

الحكمة الثانية والستون بعد المائة

غيب نظر الخلق إليك بنظر الله إليك ، وغب عن إقبالهم عليك بشهود إقباله عليك .

الحكمة الثالثة والستون بعد المائة

من عرف الحق – شهده في كل شيء ، ومن فنى به ، غاب عن كل شيء ، ومن أحبه – لم يؤثر عليه شيئا .

الحكمة الرابعة والستون بعد المائة

إنما حجب الحق عنك – شده قربه منك .

الحكمة الخامسة والستون بعد المائة

إنمااحتجب لشدة ظهوره ، وخفى عن الأبصار لعظم نوره .

الحكمة السادسة والستون بعد المائة

لا يكن طلبك تسببا إلى العطاء منه ، فيقل فهمك عنه ، وليكن طلبك لإظهار العبودية وقياما بحق الربوبية .

الحكمة السابعة و الستون بعد المائة

كيف يكون طلبك اللاحق – سببا في عطائه السابق !؟

الحكمة الثامنة والستون بعد المائة

جل حكم الأزل – أن ينضاف إلى العلل .

الحكمة التاسعة والستون بعد المائة

عنايته فيك لا لشيء منك ، وأين كنت حين واجهتك عنايته ، وقابلتك رعايته !؟ لم يكن في أزله – إخلاص أعمال ، ولا وجود أحوال ، بل لم يكن هناك إلا محض الإفضال ، وعظيم النوال .

الحكمة السبعون بعد المائة

علم أن العباد يتشوفون إلى ظهور سر العناية ، فقال : "يختص برحمته من يشاء" وعلم أنه لو خلاهم وذلك – لتركوا العمل ؛ اعتماد على الأزل ، فقال : "إن رحمته الله قريب من المحسنين" (سورة الأعراف ، آية 56) .

الحكمة الحادية والسبعون بعد المائة

إلى المشيئة – يستند كل شيء – ولاتستند هي إلى شيء .

الحكمة الثانية والسبعون بعد المائة

ربما دلهم الأدب على ترك الطلب ؛ اعتمادا على قسمته ؛ واشتغالا بذكره عن مسألته .

الحكمة الثالثة والسبعون بعد المائة

إنما يذكر من يجوز عليه الإغفال ، وإنما ينبه من يمكن منه الإهمال .

الحكمة الرابعة والسبعون بعد المائة

ورود الفاقات – أعياد المريدين .

الحكمة الخامسة والسبعون بعد المائة

ربما وجدت من المزيد من الفاقات – ما لا تجده في الصوم والصلاة .

الحكمة السادسة والسبعون بعد المائة

الفاقات بسط المواهب .

الحكمة السابعة والسبعون بعد المائة

إن أردت ورود المواهب عليك – صحح الفقر والفاقة لديك : "إنما الصدقات للفقراء" (سورة التوبة ، آية 60) .

الحكمة الثامنة والسبعون بعد المائة

تحقق بأوصافك – يمدك بأوصافه ، تحقق بذلك – يمدك بعزه ، تحقق بعجزك – يمدك بقدرته تحقق بضعفك – يمدك بحوله وقوته .

الحكمة التاسعة والسبعون بعد المائة

ربما رزق الكرامة – من لم تكمل له الاستقامة .

الحكمة الثمانون بعد المائة

من علامات إقامة الحق لك في الشيء –إقامته إياك فيه ، مع حصول النتائج .

الحكمة الحادية والثمانون بعد المائة

من عبر من بساط إحسانه – أصمتته الإساءة ، ومن عبر من بساط إحسان الله إليه – لم يصمت إذا أساء .

الحكمة الثانية والثمانون بعد المائة

تسبق أنوار الحكماء أقوالهم ؛ فحيث صار التنوير – وصل التعبير .

الحكمة الثالثة والثمانون بعد المائة

كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه برز .

الحكمة الرابعة والثمانون بعد المائة

من أذن له في التعبير – فهمت في مسامع الخلق – عبارته، وجليت إليهم إشارته .

الحكمة الخامسة والثمانون بعد المائة

ربما برزت الحقائق مكسوفة الأنوار ، إذا لم يؤذن لك فيها بالإظهار .

الحكمة السادسة والثمانون بعد المائة

عباراتهم إما لفيضان وجد ، أو لقصد هداية مريد : فالأول : حال السالكين ، والثاني حال أرباب المكنة والمحققين .

الحكمة السابعة والثمانون بعد المائة

العبارات قوت لعائلة المستمعين ، وليس لك إلا ما أنت له آكل .

الحكمة الثامنة والثمانون بعد المائة

ربما عبر عن المقام من استشرف عليه ، وربما عبر عنه من وصل إليه ، وذلك – ملتبس إلا على صاحب بصيرة .

الحكمة التاسعة والثمانون بعد المائة

لا ينبغي للسالك أن يعبر عن وارداته ؛ فإن ذلك يقل عملها في قلبه ، ويمنعه وجود الصدق مع ربه .

الحكمة التسعون بعد المائة

لا تمدن يدك إلى الأخذ من الخلائق – إلا أن ترى أن المعطى فيهم مولاك ، فإذا كنت كذلك – فخذ ماوافقك العلم .

الحكمة الحادية و التسعون بعد المائة

ربما استحيا العارف أن يرفع حاجته إلى مولاه ؛ لا كتفائه بمشيئته ، فكيف لا يستحي أن يرفعها إلى خليقته ؟! .

الحكمة الثانية والتسعون بعد المائة

إذا التبس عليك أمران – فانظر أثقلهما على النفس ، فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقا .

الحكمة الثالثة والتسعون بعد المائة

من علامات اتباع الهوى – المسارعة إلى نوافل الخيرات ، والتكاسل عن القيام بالواجبات .

الحكمة الرابعة والتسعون بعد المائة

قيد الطاعات بأعيان الأوقات ، كي لا يمنعك عنها – وجود التسوف ، ووسع عليك الوقت كي تبقى لك حصة الاختيار .

الحكمة الخامسة والتسعون بعد المائة

علم قلة نهوض العباد إلى معاملته ، فأوجب عليهم وجود طاعته ، فساقهم إليه بسلاسل الإيجاب ، عجب ربك من قوم يساقون إلى الجنة بالسلاسل .

الحكمة السادسة والتسعون بعد المائة

أوجب عليك وجود خدمته ، وما أوجب عليك إلا دخول جنته .

الحكمة السابعة و التسعون بعد المائة

من استغرق أن ينفذه الله من شهوته ، وأن يحرجه من وجوده غفلته – فقد استعجز القدر الإلهية : "وكان الله على كل شيء مقدرا" ( سورة الجاثية ، آية 1 .

الحكمة الثامنة والتسعون بعد المائة

ربماوردت الظلم عليك ؛ ليعرفك قدر ما من به عليك .

الحكمة التاسعة والتسعون بعد المائة

من لم يعرف قدر النعم بواجدانها – عرفها بوجود فقدانها .

الحكمة المائتان

لا تدهشك واردات النعم عن القيام بحقوق شكرك، فإن ذلك مما يحط من وجود قدرك .

الحكمة الحادية بعد المائتين

تمكن حلاوة الهوى من القلب – هو الداء العضال .

الحكمة الثانية بعد المائتين

لا يخرج الشهوة من القلب إلا خوف مزعج ، أو شوق مقلق .

الحكمة الثالثة بعد المائتين

كما لايحب العمل المشترك – كذلك لايحب القلب المشترك : العمل المشترك لا يقبله ، والقلب المشترك لا يقبل عليه .

الحكمة الرابعة بعد المائتين

أنوار أذن لها في الوصول ، وأنوار أذن لها في الدخول .

الحكمة الخامسة بعد المائتين

ربما وردت عليك الأنوار – فوجدت قلبك محشوا بصور الآثار – فارتحلت من حيث نزلت .

الحكمة السادسة بعد المائتين

فرغ قلبك من الأغيار – يملأه بالمعارف والأسرار .

الحكمة السابعة بعد المائتين

لا تستبطئ منه النوال – ولكن استبطئ من نفسك وجود الإقبال .

الحكمة الثامنة بعد المائتين

حقوق في الأوقات يمكن قضاؤها ، وحقوق الأوقات لا يمكن قضاؤها :إذ ما من وقت يرد إلا و الله عليك فيه حق جديد ، وأمر أكيد ، فكيف تقضى فيه حق غيره ، وأنت لم تقض حق الله فيه ؟!

الحكمة التاسعة بعد المائتين

ما فات من عمرك – لا عوض له وما حصل لك منه ، لا قيمة له .

الحكمة العاشرة بعد المائتين

ما أحببت شيئا إلا كنت له عبدا ، وهو لا يحب أن تكون لغيره عبدا .

الحكمة الحادية عشرة بعد المائتين

لا تنفعه طاعتك ، ولا تضره معصيتك ، وإنما أمرك بهذه ، ونهاك عن هذه، لما يعود عليك .

الحكمة الثانية عشرة بعد المائتين

لا يزيد في عزه – إقبال من أقبل عليه ، ولاينقص من عزه – إدبار من أدبر عنه .

الحكمة الثالثة عشرة بعد المائتين

وصولك إلى الله – وصولك إلى العلم به – وإلا فجل ربنا أن يتصل به شيء ، أو يتصل هو بشيء .

الحكمة الرابعة عشرة بعد المائتين

قربك منه – أن تكون مشاهدا لقربه ، وإلا فمن أين أنت ووجود قربه ؟!

الحكمة الخامسة عشرة بعد المائتين

الحقائق ترد في حال التجلي – مجملة ، وبعد الوعي – يكون البيان : "فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه" (سورة القيامة ، الآيتان 18–19) .

الحكمة السادسة عشرة بعد المائتين

متى وردت الواردات الإلهية عليك – هدمت العوائد عليك : "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها" ( سورة النمل ، آية 34) .

الحكمة السابعة عشرة بعد المائتين

الوارد يأتي من حضرة قهار ؛ لأجل ذلك – لايصادمه شيء ، إلا دمغه "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق" (سورة الأنبياء ، آية 1 .

الحكمة الثامنة عشرة بعد المائتين

كيف يحتجب الحق بشيء ، والذي يحتجب به – هو فيه ظاهر ، وموجود حاضر !؟

الحكمة التاسعة عشرة بعد المائتين

لا تيأس من قبول عمل – لم تجد فيه وجود الحضور ، فربما قبل من العمل – ما لم تدرك ثمرته عاجلاً .

الحكمة العشرون بعد المائتين

لا تزكين واردا لا تعلم ثمرته ، فليس المراد من السحابة – الإمطار ، وإنما المراد منها – وجود الإثمار .

الحكمة الحادية والعشرون بعد المائتين

لا تطلبن بقاء الواردات – بعد أن بسطت أنوارها ، وأودعت أسرارها ، فلك – في الله – غنى عن كل شيء ، وليس يغنيك عنه شيء .

الحكمة الثانية والعشرون بعد المائتين

تطلعت إلى بقاء غيره – دليل على عدم وجدانك له ، واستيحاشك لفقدان سواه – دليل على عدم وصلتك به .

الحكمة الثالثة والعشرون بعد المائتين

النعيم وإن تنوعت مظاهره – إنما هو لشهوده واقترابه ، والعذاب وإن تنوعت مظاهره – إنما هو لوجود حجابه ، فسبب العذاب – وجود الحجاب ، واتمام النعيم – بالنظر إلى وجهه الكريم .

الحكمة الرابعة والعشرون بعد المائتين

ما تجده القلوب من الهموم والأحزان – فلأجل مامنعته من وجود العيان .

الحكمة الخامسة والعشرون بعد المائتين

من تمام النعمة عليك – أن يرزقك ما يكفيك ، ويمنعك ما يطغيك .

الحكمة السادسة والعشرون بعد المائتين

ليقل ما تفرح به – يقل ما تحزن عليه .

الحكمة السابعة والعشرون بعد المائتين

إن أردت ألا تعزل – فلا تتول ولاية لا تدوم لك .

الحكمة الثامنة والعشرون بعد المائتين

إن رغبت البدايات – زهدتك النهايات : إن دعاك إليها ظاهر – نهاك عنها باطن .

الحكمة التاسعة والعشرون بعد المائتين

إنما جعلها محلا للأغيار ، ومعدنا للأكدار ؛ تزهيدا لك فيها .

الحكمة الثلاثون بعد المائتين

علم أنك لاتقبل النصح المجرد ، فذوقك من ذواقها – ما سهل عليك وجود فراقها .

الحكمة الحادية والثلاثون بعد المائتين

العلم النافع – هو الذي ينبسط في الصدر شعاعه ، وينكشف به عن القلب قناعه .

الحكمة الثانية والثلاثون بعد المائتين

خير العلم – ماكنت الخشية معه .

الحكمة الثالثة والثلاثون بعد المائتين

العلم إن قارنته الخشية – فلك وإلا فعليك .

الحكمة الرابعة والثلاثون بعد المائتين

متى آلمك عدم إقبال الناس عليك ، أو توجههم بالذم إليك – فارجع إلى علم الله فيك فإن كان لا يقنعك علمه – فمصيبتك بعدم قناعتك بعلمه – أشد من مصيبتك بوجود الأذى منهم .

الحكمة الخامسة والثلاثون بعد المائتين

إنما أجرى الأذى على أيديهم كي لا تكون ساكنا إليهم ، أراد أن يزعجك عن كل شيء ، حتى لا يشغلك عنه شيء .

الحكمة السادسة والثلاثون بعد المائتين

إذا علمت أن الشيطان لا يغفل عنك – فلا تغفل أنت عمن ناصيتك بيده .

الحكمة السابعة والثلاثون بعد المائتين

جعله لك عدوا ؛ ليحوشك به إليه ، وحرك عليك النفس ؛ ليدوم إقبالك عليه .

الحكمة الثامنة والثلاثون بعدالمائتين

من أثبت لنفسه تواضعا – فهو المتكبر حقا :إذ ليس التواضع إلا عن رفعة ؛ فمتى أثبت لنفسك تواضعا – فأنت المتكبر حقا .

الحكمة التاسعة والثلاثون بعد المائة

ليس المتواضع ، الذي إذا تواضع – رأى أنه فوق ما صنع ، ولكن المتواضع ، الذي إذا تواضع – رأى أنه دون ما صنع .

الحكمة الأربعون بعد المائتين

التواضع الحقيقي – هو ما كان ناشئا عن شهود عظمته ، وتجلي صفته .

الحكمة الحادية والأربعون بعد المائتين

لا يخرجك عن الوصف إلا شهود الوصف .

الحكمة الثانية والأربعون بعد المائتين

المؤمن يشغله الثناء على الله عن أن يكون – لنفسه – شاكرا ، وتشغله حقوق الله عن أن يكون لحظوظه – ذاكرا .

الحكمة الثالثة والأربعون بعد المائتين

ليس المحب الذي يرجو من محبوبه عوضا ، أويطلب منه غرضا ، فإن المحب من يبذل لك ، ليس المحب من تبذل له .

الحكمة الرابعة والأربعون بعد المائتين

لو لا ميادين النفوس – ما تحقق سير السائرين ، إذا لامسافة بينك وبينه ؛ حتى تطويها رحلتك ، ولا قطعة بينك وبينه ؛ حتى تمحوه وصلتك .

الحكمة الخامسة والأربعون بعد المائتين

جعلك في العالم المتوسط بين ملكه وملكوته ؛ ليعلمك جلالة قدرك بين مخلوقاته ، وأنك جوهرة ، تنطوي عليك أصداف مكوناته .

الحكمة السادسة والأربعون بعد المائتين

إنما وسعك الكون من حيث جسمانيتك ، ولم يسعك من حيث ثبوت روحانيتك .

الحكمة السابعة والأربعون بعد المائتين

الكائن في الكون ، ولم تفتح له ميادين الغيوب – مسجون بمحيطاته ، ومحصور في هيكل ذاته .

الحكمة الثامنة والأربعون بعد المائتين

أنت من الأكوان مالم تشهد المكون ، فإذا شهدته – كانت الأكوان معك .

الحكمة التاسعة والأربعون بعد المائتين

لا يلزم من ثبوت الخصوصية عدم وصف البشرية : إنما مثل الخصوصية كإشراق شمس النهار ظهرت في الأفق ، وليست منه : تارة تشرق شموس أوصافه على ليل وجودك وتارة يقبض ذلك عنك ، فيردك إلى حدودك ، فالنهار ليس منك وإليك ، ولكنه وارد عليك .

الحكمة الخمسون بعد المائتين

دل بوجود آثاره على وجود أسمائه ، وبوجود أسمائه على ثبوت أوصافه ، وبثبوت أوصافه على وجود ذاته ؛ إذ محال أن يقوم الوصف بنفسه ؛ فأرباب الجذب – يكشف لهم عن كمال ذاته ، ثم يردهم إلى شهود صفاته ، ثم يرجعهم إلى التعلق بأسمائه ، ثم يردهم إلى شهود آثاره ، والسالكون على عكس هذا ، فنهاية السالكين – بداية المجذوبين ، وبداية السالكين – نهاية المجذوبين ، لكن لا بمعنى واحد ؛ فربما التقيا في الطريق : هذا في ترقيه ، وهذا في تدليه .

الحكمة الحادية والخمسون بعد المائتين

لا يعلم قدر أنوار القلوب والأسرار إلا في غيب الملكوت ، كما لاتظهر أنوار السماء إلا في شهادة الملك .

الحكمة الثانية والخمسون بعد المائتين

وجدان ثمرات الطاعات عاجلا – بشائر العاملين بوجود الجزاء عليها آجلاً .

الحكمة الثالثة والخمسون بعد المائتين

كيف تطلب العوض على عمل – هو متصدق به عليك ؟ أم كيف تطلب الجزاء على صدق – هو مهديه إليك ؟

الحكمة الرابعة والخمسون بعد المائتين

قوم تسبق أنوارهم أذكارهم ، وقوم تسبق أذكارهم أنوارهم ، وقوم تتساوى أذكارهم وأنوارهم ، وقوم لا أذكار ولا أنوار – نعوذ بالله من ذلك .

الحكمة الخامسة والخمسون بعد المائتين

ذاكر ذكر ؛ ليستنير قلبه ، وذاكر استنار قلبه ؛ فكان ذاكرا ، والذي استوت أذكاره وأنواره – فبذكره يهتدي ، وبنوره يقتدي .

الحكمة السادسة والخمسون بعد المائتين

ما كان ظاهر ذكر – إلا عن باطن شهوده وفكر .

الحكمة السابعة والخمسون بعد المائتين

اشهدك من قبل أن يستشهدك ، فنطقت بإلهيته الظواهر ، وتحققت بأحديته القلوب والسرائر .

الحكمة الثامنة والخمسون بعد المائتين

أكرمك بكرامات ثلاث : جعلك ذاكرا له ، ولو لا فضله – لم تكن أهلا لجريان ذكره عليك ، وجعلك مذكورا به ؛ إذ حقق نسبته لديك ، وجعلك مذكورا عنده ، فتمم نعمته عليك .

الحكمة التاسعة والخمسون بعد المائتين

رب عمر – اتسعت آماده – وقلت أمداده ، ورب عمر – قليلة آماده كثيرة أمداده .

الحكمة الستون بعد المائتين

من بورك له في عمره – أدرك في يسير من الزمن – من منن الله تعالى – ما لا يدخل تحت دوائر العبارة ، ولا تلحقه الإشارة .

الحكمة الحادية والستون بعد المائتين

الخذلان كل الخذلان – أن تتفرغ من الشواغل ، ثم لا تتوجه إليه ، وتقل عوائقك ، ثم لا ترحل إليه .

الحكمة الثانية والستون بعد المائتين

الفكرة سير القلب في ميادين الأغيار .

الحكمة الثالثة والستون بعد المائتين

الفكرة سراج القلب ، فإذا ذهبت – فلا إضاءة له .

الحكمة الرابعة والستون بعد المائتين

الفكرة فكرتان : فكرة تصديق وإيمان ، وفكرة جهود وعيان : فالأولى لأرباب الاعتبار

هناك تعليق واحد: